نام کتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة نویسنده : الطبري، محب الدين جلد : 1 صفحه : 250
إليه وقد اتضح له الحق؟ قلنا: لم يكن إرساله إليه ترفعًا ولا تعاظمًا, لا والله ولا يحل اعتقاد ذلك, وكيف يعتقد ذلك وهو يريد مبايعته والانقياد له, وإنما كان ذلك لمعنى اقتضاه الحال وهو طلب اختلائه به خشية أن يقع عتاب على الصورة الظاهرة بين العامة, فربما وقع اعتراض من محق أو تعرض من ذي غرض فيكثر اللغط وترتفع الأصوات فلا يتوفر على إبداء العذر, ولذلك قال: ائتنا وحدك؛ دفعًا للتشاجر المتوقع بحسب الإمكان وكان على ثقة من الخلوة في بيته دون مكان آخر, فلذلك أرسل إليه ليأتيه فيه, ثم اعتذر إليه بما اعتذر, من اعتقد خلاف ذلك فقد حاد عن الحق وجنح إلى الباطل بل اقتحمه.
فإن قيل: الحديث الأول من هذا الذكر يدل على أن التخلف كان بسبب الألية[1] على أنه لا يرتدي رداء إلا إلى الصلاة حتى يجمع القرآن, وظاهر تضاد ما تضمنه هذا الحديث من أن التخلف كان لما رآه من أن له حقا فكيف يجمع بينهما؟ أم كيف يكون الحلف عذرًا في التخلف عن الواجب المتعين والحنث لأجله واجب كنظيره من الحلف على الصلاة الواجبة؟
قلنا: هذا الحديث متفق على صحته فلا يعارضه الحديث الأول, وإن صح الجميع فالجمع ممكن بأن يكون سبب امتناعه وتخلفه أولًا عن البيعة ما ذكرناه, ثم خطر له جمع القرآن وهو في مهلة النظر المتقدم ذكره, فآلى تلك الألية ثم أرسل إليه أبو بكر ثم لقيه عمر أو يكون الرسول عمر ووافاه ذلك ظهور أحقية أبي بكر عنده فأرسل إليه معتذرًا في التخلف بتلك الألية مسلمًا منقادًا طائعًا يدل عليه اعتذاره ونفيه كراهية إمامته, واقتضاء نظره إذ ذاك أن هذا القدر كافٍ في الطواعية والانقياد والدخول فيما دخل فيه الجماعة, فلم ير الحنث مع السعة خشية أن ينفك عزمه [1] الحلف.
نام کتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة نویسنده : الطبري، محب الدين جلد : 1 صفحه : 250