نام کتاب : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة نویسنده : الشنتريني جلد : 1 صفحه : 437
واستشعر الذل، واهتبل الغرة، وعزم على الهروب. فخرج على وجهه وقد لبس ثياب الغانيات منتقباً بين امرأتين لم يميز منهما لمرانته على التخنيث. وخرج عن قرطبة فمات بأقليش، فكانت دولته سبعة عشر شهراً صعاباً نكدات، سوداً مشوهات مشؤومات؛ انتهى ما لخصته في حديثه من كلام ابن حيان.
@فصل في ذكر الأديب أبي عبد الله محمد بن سليمان بن الحناط
@الكفيف وسياقة جملة من نثره ونظمه
[قال ابن بسام] : وأبو عبد الله بن الحناط هذا زعيم من زعماء العصر - كان - ورئيس من رؤساء النظم والنثر في ذلك الأوان، وجمرة فهم لفحت وجوه الأيام، وغمرة علم سالت بأعلام الأنام، فكم له من وقذة لا يبر أميمها، ونكزةٍ لا يسلم سليمها. وكانت بينه وبين أبي عامر بن شهيد بعد تمسكه بأسبابه. وانحاشيه - كان - إلى جنابه، مناقضات في عدة رسائل وقصائد أشرقت أبا عامر بالماء، وأخذت عليه بفروج الهواء، وقد أوردت من ذلك ما يكون أنطق لسان بنباهة ذكره، وأعدل شاهد على براعة قدره.
نام کتاب : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة نویسنده : الشنتريني جلد : 1 صفحه : 437