نام کتاب : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة نویسنده : الشنتريني جلد : 1 صفحه : 435
كيف شئتم، وتسموا بما أحببتم من الخطط. فتسمى بالوزارة في أيامه مفردةً ومثناة أراذل الدائرة، وأخابث النظار، فضلاً عن زعانف الكتاب والخدمة. وأما الشرطة العليا وما دونها من رفيع المنازل فحملها كثير من التجار والعامة، وانثال الناس على ابتغاء هذه المنازل عند السلطان بالطماعية في كرة الدولة، فغشوا بابه، وعمروا فناءه، وتعللوا بالمنى. فلما استبانوا ضعفه رفضوا خططهم، وتبرأ كثير منهم منها، وأقسم أنه لم يتقلدها، ولا سيما عند تكرر التقسيط عليهم للغرامة عند إلحاح الإضاف، فجرت لبعضهم عند الانتفاء عن تلك الخطط نوادر ظريفة مضحكة؛ وانتهى هذا التنويه العام، بهذا الملك الهمام، إلى أن فضه أيضاً في طبقات أهل العلم، فأسهم منهم الفقهاء، فآثر العلية منهم المشاورين أصحاب الفتوى بالإرقاء إلى خطة الوزارة، خالطاً بهم فيها من ذكرناه من زعانف الخدمة، وكبار الدائرة النظار. وجاءوا في ذلك بطامة لم تسمع في الأعصر الخالية، فأخطأوا وألحقوا بالدين وصمةً، وطلبوا زيادة المعتلي على العامة، ففتنوا بهذه الخطة، وشدوا أيديهم عليها، وهجروا من حطهم في الخطاب عنها، معرضين بما يعاب من ذلك، إلى أن مضوا بسبيلهم. وارتقى المستكفي أيضاً بكثير ممن يحمل المحابر، ويدرس مسائل الدفاتر، من أصاغر الطبقة الفقهية، إلى ما بلغت عليتهم من منزلة الشورى، فوسم كافتهم بوسم الفتوى، فأسرف في ذلك حتى
نام کتاب : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة نویسنده : الشنتريني جلد : 1 صفحه : 435