نام کتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور نویسنده : زينب فواز جلد : 1 صفحه : 96
لم أقل شيئا فخرج ابن مصعب فرأه في مسجد بالمدينة فقال له: يا أبا إسحاق أما تحب أن ترى "بصيص" جارية ابن نفيس؟ فقال: امرأتي طالق إن لم يكن الله ساخطا علي فيها، وإن لم أكن أسأله أن يرينيها منذ سنة فما يفعل.
فقال له: اليوم إذا صليت العصر فوافني ههنا. قال: امرأتي طالق إن برحت من هنا حتى تجيء صلاة العصر. قال: فانصرفت في حوائجي حتى العصر فدخلت المسجد فوجدته فيه فأخذته بيده وأتيتهم به فأكلوا وشربوا وتساكر القوم وتناوموا، فأقبلت "بصيص" على مزيد فقالت له: يا أبا إسحاق كأن نفسك تشتهي أن أغنيك الساعة:
لقد حثا الجمال ليه ... ربوا منا فلم ينلوا
فقال: امرأتي طالق إن لم تكوني تعلمين ما في اللوح المحفوظ. قال: فغنته، ثم سكتت ساعة وقالت: يا أبا إسحاق، كأن نفسك تشتهي أن تقوم فتجلس إلى جانبي وتقرصني قرصات وأغنيك:
قالت وأبثثتها وجدي فبحت به ... قد كنت عندي تحب الستر فاستر
الست تبصر من حولي فقلت لها ... غطي هواك وما ألقى على بصري
فقال: امرأتي طالق إن لمت كوني تعلمين ما في الأرحام وما تكسب الأنفس غدا وبأي أرض تموت، فغنته ثم قالت: برح الخفاء أنا أعلم أنك تشتهي أن تقبلني وأغنيك هزجا:
أنا أبصرت بالليل ... غلاما حسن الدل
كغصن البان قد أصب ... ح مسقيا من الطل
فقال: ا، ت نبية مرسلة فقبلها وغنته، ثم قالت: يا أبا إسحاق أرأيت أسقط من هؤلاء يدعونك ويخرجونني إليك ولا يشترون ريحانا بدرهم؟ يا أبا إسحاق هلم درهما أشتري به ريحانا، فوثب وصاح: واحرباه، أي زانية أخطأت إستك الحفرة، انقطع والله عنك الوحي الذي كان يوحى إليك، وغطغط القوم وعلموا أن حيلتها لم تنفذ فيه، ثم خرج ولم يعد إليهم وأعاد لاقوم مجلسهم فكان أكثر شغلهم في حديث مزيد، والضحك منه وبقيت "بصيص" في عز وإقبال مدة حياتها وهي تتفنن في ضروب الألحان حتى فاقت أهل زمانها.
بلقيس ملكة سبأ
المشهورة قصتها مع النبي سليمان بن داود ورد ذكرها في الكتب المنزلة واشتهرت في كتب التواريخ وضرب بها المثل في المجد والسلطان والجمال، وقد شرح العلماء تفاصيل سيرتها وسبب ورودها إلى سليمان بأقوال متباينة مرجعها إلى ما يأتي: قال المؤرخون في نسب بلقيس: إنها يلقمة بنت يشرع بن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وقيل: أبوها يشرح بن تبع ذي الأذعار بنتبع ذي المنار بن تبع الرائش، ويلقب "هاددأ" و"هداد". وقيل: اسمه الحارث بن سبأ. وقيل: الشيبصان. وقيل: شراحيل.
وقال كثير من الرواة إن أمها كانت جنية ابنة ملك الجن واسمها رواحة أو ريحانة بنت السكن. وقيل: يلقمة بنت عمرو بن عمير الجني، وسبب اتصال أبيها بالجن أنه كان ملكا عظيم الشأن آخر أربعين ملكا من ملوك اليمن وملك كل تلك الأقاليم ولم يكن في ملوك الأرض من هو كفؤ له فكان يقول لهم: ليس أحد منكم يدانيني. وأبى أن يتزوج من الإنسا لرفعه شأنه فكان يخرج إلى الصيد ويصطاد الجان بصورة الظباء فيخلي عنها فظهر له ملك الجن وشكره على صنيعهن فاغتنمها فرصة وخطب ابنته فأجابه.
وقيل: بل خرج مرة فوجد حيتين
نام کتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور نویسنده : زينب فواز جلد : 1 صفحه : 96