نام کتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور نویسنده : زينب فواز جلد : 1 صفحه : 473
وأنك رحب الباع يا توب بالقرى ... إذا ما لئيم القوم ضاقت منازله
يبيت قرير العين من بات جاره ... ويضحى بخير ضيفة ومنازله
فقال لها معاوية: ويحك يا ليلى, لقد جزت بتوبة قدره. فقالت: والله يا أمير المؤمنين لو رأيته وخبرته لعرفت أني مقصرة في نعته وأني لا أبلغ كنه ما هو أهله. فقال لها معاوية: من أي الرجال: كان؟ فقالت:
أتته المنايا حين تم تمامه ... وأقصر عنه كل قرن يصاوله
وكان كليث الغاب يحمي عرينه ... وترضى به أشباله وحلائله
غضوب حليم حين يطلب حلمه ... وسم زعاف لا تصاب مقاتله
فأمر لها بجائزة عظيمة وقال لها: خبريني بأجود ما قلت فيه من الشعر. قالت: يا أمير المؤمنين ما قلت فيه شيئاً إلا والذي فيه من خصال الخير أكثر منه ولقد أجدت حين قلت:
جزى الله خيراً والجزاء بكفه ... فتى من عقيل ساد غير مكلف
فتى كانت الدنيا تهون بأسرها ... عليه ولا ينفك جم التصرف
ينال الذوب بل أسدي الخلايا شبيهة ... بدرياقة من خمر بيسان قرقف
فيا توب ما في العيش خير ولا ندى ... يعد وقد أمسيت في ترب نفنف
وما نلت منك النصف حتى ارتمت بك ال ... منايا بسهم صائب الوقع أعجف
فيا ألف إلف كنت حياً مسلماً ... لا لقاك مثل القسور المتطرف
كما كنت إذ كنت المرجى من الردى ... إذا الخيل جالت بالقنا المتقصف
وكم من لهيف محجر قد أجبته ... بأبيض قطاع الضريبة مرهف
فأنقذته والموت يحرق نابه ... عليه ولم يطعن ولم يتنسف
قيل: وكان الحجاج جالساً إذ استؤذن لليلى فقال الحجاج: وأي ليلى؟ قيل: الأخيلية. قال: أدخلوها. فدخلت امرأة طويلة, دعجاء العينين, حسنة المشية, فسلمت. فرد الحجاج عليها ورحب بها وأمر الغلام فوضع لها وسادة فجلست فقال: ما أقدمك. قالت: السلام على الأمير والقضاء لحقه والتعرض لمعروفه. قال: وكيف خلفت قومك؟ قالت: تركتهم في حال خصب وأمن ودعة. أما الخصب ففي الأموال وأما الأمن فقد أمنهم الله عز وجل بك, وأما الدعة فقد خامرهم من خوفك ما أصلح بينهم. ثم قالت: ألا أنشدك؟ قال: إن شئت. فقالت:
أحجاج لا يفلل سلاحك إنما ال ... منايا بكف الله حيث تراها
إذا هبط الحجاج أرضاً مريضة ... تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها ... غلام إذ هز القناة سقاها
سقاها دماء المارقين وعلها ... إذا جمحت يوماً وخيف أذاها
إذا سمع الحجاج صوت كتيبة ... أعد لها قبل النزول قراها
أعد لها مصقولة فارسية ... بأيدي رجال يحسنون غذاها
أحجاج لا تعطي العصاة مناهم ... ولا الله يعطي للعصاة مناها
ولا كل حلاف تقلد بيعة ... فأعظم عهد الله ثم شراها
نام کتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور نویسنده : زينب فواز جلد : 1 صفحه : 473