نام کتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور نویسنده : زينب فواز جلد : 1 صفحه : 120
أما الحديث الذي قالت أتيت به ... فما عتبت به إذ جاءني تبلا
ما إن أطعت بها بالغيب قد علمت ... مقالة الكاشح الواشي إذا محلا
إني لأرجعه فيها بسخطه ... وقد يرى أنه قد غر بي زللا
وهي قصيدة طويلة وقال فيها أيضا:
أيها الطارق الذي قد عناني ... بعدما نام سامر الركبان
زار من نازح بغير دليل ... يتخطى إلي حتى أتاني
أيها المنكح الثريا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت ... وسهيل إذا استقل يمان
وكتب إليها يوما وقد غلبه الشوق:
كتبت إليك من بلدي ... كتاب موله كمد
كئيب وأكف العينين ... بالحسرات منفرد
يؤرقه لهيب الشو ... ق بين السحر والكبد
فيمسك قلبه بيد ... ويمسح عينه بيد
وكتبه في قوهية وشنفه وحسنه وبعث به إليها فلما قرأته بكت بكاء شديدا ثم تمثلت:
بنفسي من لا يستقل بنفسه ... ومن هو إن لم يحفظ الله ضائع
وكتبت إليه تقول:
أتاني كتاب مل ير الناس مثله ... أمد بكافور ومسك وعنبر
وقرطاسة قوهية ورباطة ... بعقد من الياقوت صاف وجوهر
وفي صدره مني إليك تحية ... لقد طال تهيامي بكم وتكري
وعنوانه من مستهام فؤاده ... إلى هائم صب من الحزن مسعر
ولما مات عنها سهيل خرجت إلى الوليد بن عبد الملك وهو خليفة بدمشق في قضاء دين عليها فبينما هي عند أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان إذ دخل عليها لوليد فقال: من هذه؟ فقالت: الثريا جاءتني أطلب ليك قضاء دين عليها وحوائج لها فأقبل عليها الوليد فقال: أتروين من شعر عمر بن أبي ربيعة شيئا؟ قالت: نعم، يرحمه الله كان عفيفا أروي قوله:
ما على الرسم بالبليين لو بي ... ن رجع السلام أو لو أجابا
فإلى قصر ذي العشيرة فالطا ... ئف أمسى من الأنيس يبابا
إذ فؤادي يهوى الرباب وإني ال ... دهر حتى الممات أنسى الربابا
وبما قد أرى به حي صدق ... ظاهري العيش نعمة وشبابا
وحسانا جواريا خفرات ... حافظات عند الهوى الأحسابا
لا يكثرن في الحديث ولا يت ... بعن يبغين بابهام الظرابا
فقضى حوائجها وانصرفت بما أرادت، فلما خلا الوليد بأم النبين قال لها: لله درك الثريا أتدرين ما أرادت بإنشادها ما أنشدتني من شعر عمر؟ قالت: لا. قال: إني لما عرضت لها به عرضت لي بان أمي أعرابية وأم والوليد
نام کتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور نویسنده : زينب فواز جلد : 1 صفحه : 120