responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعريف بكتاب محنة الإمام أحمد بن حنبل نویسنده : محمد نغش    جلد : 1  صفحه : 378
إن لنشأة الإمام أحمد أثرا بالغا في سلوكه، فهو من أصل كريم من ناحية أبيه وأمه، وقد كان لليتم فضل في صبره على أذى أعدائه؛ إذ قد حرم حنان الأب وعطفه، ونشأ يحمل المسؤولية من صغره، وورث الذكاء عن والده، الذي كان في مكانة مرموقة، وعن أمه الفاضلة.
وتكفي شهادات الناس له في مراحل حياته كافة بالفضل وإجماعهم على علو مكانته، ويجدر بنا أن نذكر بعضها؛ لأن المقام لا يتسع لحصرها.
والحلم من السمات التي تحلى بها نبينا صلى الله عليه وسلم، وشاركه في هذه الصفة الحميدة الأنبياء والمرسلون عليهم السلام، والحلم صفة لازمة للعلماء، الذين يقصدون وجه ربهم الكريم، وهذا أحمد بن حنبل يقول: "أحللت المعتصم من دمي"[1]، وكم من صنوف العذاب صب المعتصم على الإمام أحمد رضي الله عنه وأرضاه، وقد أحبّ الناس الإمام أحمد وأرادوا أن يغدقوا عليه من أموالهم؛ لأنهم يعلمون فقره وحاجته، ويريدون أن يمدوا يد المعونة له ولأولاده، ولكنه يتعفف في أدب جم، فيرهن متاعه، ويأكل من عرق جبينه، ومن كسب يديه.
ونسوق على ذلك مثالا واحدا من أمثلة عديدة: "عرض عليه بعض التجار عشرة آلاف درهم ربحها من بضاعة، جعلها باسم -الإمام أحمد-؛ فأبى أن يقبلها وقال: نحن في كفاية وجزاك الله عن قصدك خيرا"[2].
وقد كان الإمام أحمد إماما في الزهد، ومن أقواله فيه: "أسر أيامي إلي يوم أصبح وليس عندي شيء) [3]، وقوله: (إنما هو طعام دون طعام ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل"[4].
وهكذا من يزهد في الدنيا، يجود بما ملكت يداه، فما بالك بهذا الإمام الذي باع نفسه ابتغاء مرضاة مولاه.
وقد ذكر المؤرخون عن جوده وكرمه الكثير، ونضرب لذلك مثلا، قال هارون المستملي: "لقيت أحمد فقلت: ما عندنا شيء!، فأعطاني خمسة دراهم، وقال: ما عندنا غيرها"[5].
وقيل إن الشافعي قال له: ألا تقبل قضاء اليمن؟ فامتنع من ذلك امتناعا شديدا

[1] مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص 221.
[2] البداية والنهاية لابن كثير ج 10 ص 320.
[3] مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص 248.
[4] مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص.248.
[5] مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص40.
نام کتاب : التعريف بكتاب محنة الإمام أحمد بن حنبل نویسنده : محمد نغش    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست