نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : السخاوي، شمس الدين جلد : 1 صفحه : 294
ابن الحسن ضمنا الحسن بن محمد فأطلقه من الحبس وكانت العادة أن يعرض المضمون فغاب الحسن عن العرض يومين فأحضر العمري الضامنين وسألهما عنه وأغلظ لهما فحلف له يحيى أنه لا ينام حتى يأتيه به أو يدق عليه بابه ويعلمه بأنه جاءه فلما خرجا عقبه الحسين على حلفه وقال إنه له من أين تجد حسنا فقال له والله لابت حتى أضرب عليه باب داره بالسيف فقال له الحسين إن هذا ينقض ما كان بيننا وبين أصحابنا من الميعاد فإنهم كانوا قد تواعدوا على أن يظهروا بمنى ومكة في الموسم فقال يحيى قد كان ذلك فانطلقا وعملا ذلك من ليلتهم وخرجوا آخر الليل وجاء يحيى حتى ضرب على العمري بابه فلم يجبه وجاءوا فاقتحموا المسجد وقت الصبح فلما صلى الحسين الصبح أتى الناس فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وللمترضى من آل محمد وجاء خالد الترمذي اليزيدي في مائتين من الجند وجاء العمري ووزيره إسحاق الأزرق ومحمد بن واقد السروي ومعهم ناس كثير فدنا خالد منهم فقام إليه يحيى وإدريس ابنا عبد الله بن حسن فضربه يحيى على كتفه فقطعه ودار إدريس من خلفه فضربه فصرعه ثم قتلاه وانهزم أصحابه ودخل العمري في المسودة فحمل عليهم أصحاب الحسين فهزموهم من المسجد وانتهبوا بيت المال وكان بضعة عشر ألف دينار وقيل سبعون ألفا وتفرق الناس فأغلق أهل المدينة أبوابهم فلما كان الغد اجتمع عليه شيعة بني العباس فقاتلوهم وفشت الجراحات في الفريقين واقتتلوا إلى الظهر ثم افترقوا ثم أتى مبارك التركي في شيعة بني العباس من الغد وكان قد قدم حاجا فقاتل معهم واقتتلوا أشد قتال إلى منتصف النهار ثم تفرقوا وقيل إن مباركا أرسل إلى الحسين يقول له والله لأن أسقط من السماء فتخطفني الطير أسهل علي من أن تشوكك شوكة أو تقطع من رأسك شعرة ولكن لا بد من الإعذار فيبتني فإني منهزم عنك فرضي عنه الحسين وخرج إليه في نفر فلما دنوا من عسكره صاحوا وكبروا فانهزم هو وأصحابه وأقام الحسين وأصحابه أياما يتجهزون فكان مقامهم في المدينة أحد عشر يوما ثم خرجوا لست بقين من ذي القعدة فلما خرجوا عاد الناس إلى المسجد فوجدوا فيه العظام التي كانوا يأكلون وآثارهم فجعلوا يدعون عليهم ولما فارق أهل المدينة قال يا أهل المدينة لا يخلفني الله عليكم بخير فقالوا بل أنت لا يخلف الله عليك بخير ولا ردك الينا وكان أصحابه يحدثون في المسجد فغسله أهل المدينة ولما وصل الحسين مكة أمر فنودي أيما عبد أتانا فهو حر إلى أن كان اقتتال الفريقين يوم التروية فانهزم أصحاب الحسين وقتل هو وجيء برأسه إلى الهادي فلما وضع قال كأنكم جئتموني برأس طاغوت من الطواغيت إن قل ما أجزيكم أن أحرمكم جوائزكم فلم يعطهم شيئا وقبره بظاهر مكة بطريق التنعيم وتكررت عمارة أمراء مكة لقبة قبره في زمن خلفائها العبيديين
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : السخاوي، شمس الدين جلد : 1 صفحه : 294