فأقام بمصر. ورحل إلى مكة فاتصل بأميرها الشريف عبد الله فأكرمه وأحبه لعلمه. قال صاحب الوسيط: (وكان الشريف يحرش بينه وبين علماء مكة حتى حصلت البغضاء التامة) . وانتدبته حكومة الآستانة (أيام السلطان عبد الحميد الثاني) للسفر إلى إسبانية والاطلاع على ما فيها من المخطوطات العربية، وإعلامها بما ليس منه في مكتباتها بالآستانة، فقام بذلك، ويقال: أنه بعد عودته طلب المكافأة على عمله، قبل تقديم الأوراق، فأهمل أمره، وبقيت (مذكراته) عنده.
وسافر إلى المدينة، فلم يكن على وفاق مع علمائها، فطلبوا إخراجه، فرحل إلى مصر.
ونزل عند نقيب أشرافها (محمد توفيق البكري) فبالغ في إكرامه، واستعان به على تأليف كتابه (أراجيز العرب) ثم طبع الكتاب منسوبا إلى البكري وحده، فغضب الشنقيطي، وفارقه، ووصل الخلاف إلى القضاء. واتصل
بالشيخ محمد عبده فسعى له بمرتب من الأوقاف، فاستقر بالقاهرة إلى أن توفي. من كتبه (الحماسة السنية في الرحلة العلمية - ط) ضمنها شيئا من أخباره وقصائده، و (عذب المنهل - خ) أرجوزة، و (إحقاق الحق) حاشية على شرح لامية العرب لعاكش اليمني، بين فيها أغلاطه. وصحح بعض الأوهام الواقعة في الطبعة البولاقية من الأغاني فنشرت تصحيحاته بكتاب سمي (تصحيح الأغاني - ط) [1] .
النجم الا تاسي
(1284 - 1352 هـ = 1867 - 1933 م)
محمد (نجم الدين) بن محمود، ابن مفتي حمص محمد بن عبد الستار الا تاسي: شاعر متفقه، له عناية بالتربية والتعليم. ولد وتوفي بحمص كان من [1] مذكرات تيمور باشا - خ. والوسيط في تراجم أدباء شنقيط 374 - 386.
أعضاء محكمة البداية فيها. ونهض بتأسيس المدرسة العلمية الإعدادية. وعين رئيسا لهيأة المعارف. جمع نظمه في (ديوان - خ) منه مقصورة جيدة أولها: (حدت ركاب المزن أنفاس الصبا فرنحت اعطافها قضب الربى) [1] .
العَصَّار
(000 - 1355 هـ = 000 - 1936 م)
محمد بن محمود الحسيني اللواساني، المعروف بالعصار: فقيه إمامي. من أهل طهران.
نزل بالمشهد الرضوي وتوفي به. له مؤلفات [2] .
محمَّد مَحمُود
(باشا)
(1294 - 1360 هـ = 1877 - 1941 م)
محمد بن محمود سليمان بن عبد العال بن عثمان بن نصر بن حسب النبي، من بني سُليم: وزير مصري. له ذكر في مفاوضات المصريين مع الإنجليز أيام احتلال هؤلاء مصر. ولد في بلدة (ساحل سليم) بأسيوط. وتعلم بأسيوط والقاهرة ثم بجامعة أكسفورد. وتقدم في المناصب، فكان مديرا للفيوم، فمحافظا على القنال، فمديرا للبحيرة، وأحيل إلى (المعاش) فلما كانت ثورة سنة 1918 - 19 بمصر، وتألف الوفد المصري برئاسة سعد زغلول كان محمد محمود معه، ونفي معه إلى مالطة. وانشق عن الوفد بعد عودتهم إلى مصر، فاختير وكيلا فرئيسا لحزب (الأحرار الدستوريين) وولي وزارة المواصلات فالمالية فرياسة مجلس الوزراء (سنة 1928) فحل البرلمان وعطل الدستور، ونعت بصاحب اليد الحديدية، لعنفه ولكلمة بدرت منه في تهديد خصومه. وذهب إلى لندن لمفاوضة الإنجليز في قضية مصر، وعاد بمشروع (محمد [1] من ترجمة له بخطه، عندي، في نيسان 1933 وانظر أعلام الأدب والفن 1: 49. [2] الذريعة 3: 302 و 468.