وبعد عودته تنكر له البلاط الروماني وامتنع عن إمداده بالمال، وأوعز القيصر (يوستينوس) (Justinus) إلى بطريق يدعى (مرقيانوس) بالاحتيال عليه وقتله. وعلم المنذر بما بيّته له الرومان
من الغدر، فثار وقطع ما بينه وبينهم من صلات، مدة ثلاث سنوات، انتهز عرب الحيرة في خلالها الفرصة لغزو سورية والعيث فيها. واضطر بلاط بيزنطية (الروماني) إلى استرضاء المنذر، فوفد عليه من القسطنطينية بطريق اسمه ((يوستينيانوس) (سنة 578 م) والتقيا في مكان بشرقي (اللجاة) وشمالي جبال حوران. وعاد المنذر إلى ولائه. ثم قصد القسطنطينية (سنة 580 م) ومعه ابنان له، فأنعم عليه القيصر طيباريوس ب (التاج) ولم يكن الإنعام على من قبله من أمراء العرب بأكثر من (الإكليل) وانصرف راضيا، فغزا اللخميين وأحرق عاصمتهم وعاد بغنائم عظيمة. ولكن حقد الرومان عليه أعماهم عن هذا، فتلقى دعوة من حاكم سورية الروماني، ليحضر حفلة افتتاح كنيسة في بلدة حوارين (بين تدمر ودمشق) فأقبل، وكانت خدعة اعتقل بها المنذر وأرسل مصحوبا بإحدى نسائه وابنين وبنت له إلى عاصمة بيزنطية (القسطنطينية) وذلك في أوائل سنة 582 م، على ما يرجح، في أيام القيصر طيباريوس (Tiberius) ونفي بعد ذلك إلى جزيرة (صقلّيّة) وانقطعت أخباره [1] .
المُنْذِر بن حَرَام
(000 - [000] = [000] - 000)
المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة ابن عدي، من بني النجار، من الخزرج: شاعر من ذوي السيادة والرأي في الجاهلية. وهو جد (حسان بن ثابت) [1] أمراء غسان، لنولدكه، وانظر تاريخ العرب قبل الاسلام 4: 135 - 138.
الشاعر. قال المبرد: أعرق الناس كانوا في الشعر آل حسان، فإنّهم يعدون ستة في نسق، كلهم شاعر: سعيد بن عبد الرَّحمن بن حسَّان بن ثابت بن المنذر ابن حَرام. وقال ابن الأثير (المؤرخ) في كلامه على حرب (سمير) بين الأوس والخزرج: (. فلما افترقوا أرسلت الأوس إلى مالك بن العجلان يدعونه إلى أن يحكم بينهم المنذر بن حرام النجاري الخزرجي، فأجابهم إلى ذلك، فأتوا المنذر فحكم بينهم) [1] .
أَبُو زُبَيْد
(000 - نحو 62 هـ = [000] - نحو 682 م)
المنذر بن حرملة الطائي القحطاني، أبو زبيد: شاعر نديم معمّر، من نصارى طيِّئ. عاش زمنا في الجاهلية، وكان يزور الملوك ولا سيما ملوك العجم لعلمه بسيرهم. وأدرك الإسلام ولم يسلم.
وكان يدخل مكة متنكرا. واستعمله (عمر) على صدقات قومه. قال البغدادي: ولم يستعمل نصرانيا غيره. وكانت إقامته على الأكثر عند أخواله بني تغلب بالجزيرة الفراتية. وانقطع إلى منادمة (الوليد بن عقبة) أيام ولايته الكوفة، في عهد عثمان. وكان يفد على عثمان فيقرّبه ويدني مجلسه، لاطلاعه على أخبار من أدركهم من ملوك العرب والعجم. ومات بالكوفة أو في باديتها، في زمن معاوية. وقيل: دفن على البليخ إلى جانب قبر الوليد بن عقبة. والبليخ
نهر بالرقة. جمع ما بقي من شعره في (ديوان - ط) ببغداد [2] . [1] جمهرة الأنساب 327 والمرزباني 366 والكامل لابن الأثير [1]: 242. [2] خزانة الأدب، للبغدادي 2: 155 وكتاب المعمرين 86 والشعر والشعراء 101 (260 في الطبعة الأخيرة) وهو في هذه المصادر: (المنذر بن حرملة) وسماه ياقوت في إرشاد الأريب 4: 107 - 115 (حرملة بن المنذر) ؟ ومثله في طبقات ابن سلام 132 وتهذيب ابن عساكر 4: 108.
المنذر بن الزُّبَيْر
(000 - 73 هـ = 000 - 692 م)
المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي: من وجوه قريش وشجعانهم في صدر الدولة الأموية.
وهو أخو عبد الله بن الزبير (انظر ترجمته) وعبد الله أكبر منه سنا. انقطع إلى معاوية بن أبي سفيان. وأوصى معاوية أن يحضر المنذر غسله عند موته. ولما أراد معاوية إلحاق (زياد بن أبيه) بنسبه، شهد المنذر بأن عليّ بن أبي طالب قال: سمعت أبا سفيان بن حرب
يقول: أنا والله أبوه. وانتقل المنذر إلى البصرة. وأمر له معاوية بمال، فدفعه إليه عبيد الله بن زياد (أمير البصرة) وأقطعه دارا بها. وكان يزيد ابن معاوية هو الّذي كتب إلى ابن زياد بذلك.
ولما قويت حركة عبد الله بن الزبير بمكة، خاف يزيد أن يلحق المنذر بأخيه فيكون المال عونا له، فكتب إلى ابن زياد أن يحبس المال عنه ولا يدعه يخرج من البصرة. وكان ابن زياد يذكر شهادة المنذر بنسب أبيه ويشكرها، فأشعره بما جاءه من يزيد، ففر المنذر إلى مكة.
وبقي مع أخيه عبد الله إلى أن حاصره حصين بن نمير (وهو حصار ابن الزبير الأول) وصرع المنذر عن بغلة كان يقاتل عليها، فقاتل وهو راجل، وجعل يقول:
(يأبى بنو العوّام إلا وردا ... من يُقتل اليوم يزود حمدا)
ولم يزل يقاتل حتى قتل [1] .
المُنْذِر بن ساوَى
(000 - 11 هـ = 000 - 633 م)
المنذر بن ساوى بن الأخنس العبديّ، من عبد القيس، أو من بني عبد الله بن دارم، من تميم: أمير في الجاهلية [1] نسب قريش 244 - 245 والمسعودي، طبعة باريس 5: 21.