عمر بن حفص إلى إفريقية، وولى على السند هشام بن عمرو بن بسطام التغلبي، وأمره بأن يكاتب الملك الّذي عنده الأشتر لتسليمه إليه، وإلا حاربه. ووصل هشام إلى السند. وهنا تختلف الروايات قليلا، فيما صنع، فيقول الطبري: إن هشاما تغاضى في أول الأمر، ثم رؤى الأشتر على شاطئ " مهران " يتنزه، ومعه جمع، فقتلوا جميعا، وقذف الأشتر في " مهران " رماه أصحابه لئلا يؤخذ رأسه. ويقول صاحب " المصابيح ": " أراد الأشتر أن يخرج من السند إلى خراسان - وكان على التصال بواليها عبد الجبار بن عبد الرحمن الخراساني الخزاعي - فقاتله هشام التغلبي، وقتل من الفريقين زهاء ثلاثة آلاف رجل، وكان بينهما قدر خمسين وقعة في نحو سنة، وقتل الأشتر في الحرب، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وكان آدم اللون، مديد القامة، صبيح الوجه، تام الخلق، يقاتل فارسا وراجلا " ويقول أبو الفرج الأصفهاني (في مقاتل الطالبيين) : أن هشاما قتله وبعث برأسه إلى المنصور، فأرسله هذا إلى المدينة، وعليها الحسن بن زيد " فجعلت الخطباء تخطب، وتذكر المنصور، وتثني عليه، والحسن بن زيد على المنبر، ورأس الأشتر بين يديه " [1] .
المَنْصُور العَبَّاسي
(95 - 158 هـ = 714 - 775 م)
عبد الله بن محمد بن علي [2] بن العباس، أبو جعفر، المنصور: ثاني خلفاء بني [1] المصابيخ - خ. ومقاتل الطالبيين 310 - 314 والطبري، طبعة التجارية، 6: 288 - 21. [2] ورد الاسم هكذا في الطبعة الثالثة من الأعلام وفي الأصول التي تركها المؤلف رحمه الله لهذه الطبعة. ولفت فاضل الدار الناشرة إلى أن الاسم الصحيح هو: [عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس] ولدى التحقيق تبين أن لفت الفاضل كان إلى اسم خاطئ أيضا، وأن الاسم الصحيح هو [عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس] كما ورد في " تاريخ العرب " لفيليب حتى [1]: 359 ط 4 عام 1965 - المشرف.
العباس، وأول من عني بالعلوم ملوك العرب. كان عارفا بالفقه والأدب، مقدما في الفلسفة والفلك، محبا للعلماء. ولد في الحميمة من أرض الشراة (قرب معان) وولي الخلافة بعد وفاة أخيه السفاح سنة 136 هـ وهو باني مدينة " بغداد " أمر بتخطيطها سنة 145 وجعلها دار ملكه بدلا من " الهاشمية " التي بناها السفاح. ومن آثاره مدينة " المصيصة " و " الرافقة " بالرقة، وزيادة في المسجد الحرام. وفي أيامه شرع العرب يطلبون علوم اليونانيين والفرس، وعمل أول أسطرلاب في الإسلام، صنعه محمد بن إبراهيم الفزاري. وكان بعيدا عن اللهو والعبث، كثير الجد والتفكير، وله تواقيع غاية في البلاغة. وهو والد الخلفاء العباسيين جميعا. وكان أفحلهم شجاعة وحزما إلّا أنه قتل خلقا كثيرا حتى استقام ملكه. توفي ببئر ميمون (من أرض مكة) محرما بالحج.
ودفن في الحجون (بمكة) ومدة خلافته 22 عاما. يؤخذ عليه قتله ل أبي مسلم الخراساني (سنة 137 هـ ومعذرته أنه لها ولي الخلافة دعاه إليه، فامتنع في خراسان، فألح في طلبه، فجاءه، فخاف شره، فقتله في المدائن. وكان المنصور أسمر نحيفا طويل القامة خفيف العارضين معرّق الوجه رحب اللحية يخضب بالسواد، عريض الجبهة " كأن عينيه لسانان ناطقان، تخالطه أبهة الملوك بزيّ النساك " أمه بربرية تدعى سلامة. وكان نقش خاتمه " الله ثقة عبد الله وبه يؤمن " ومما كتب في سيرته " أخبار المنصور " لعمر بن شبة النميري (1) [1] ابن الأثير 5: 172 ثم 6: 6 والطبري 9: 292 - 322 والبدء والتاريخ 6: 90 واليعقوبي [3]: 100 وتاريخ الخميس [2]: 324 و 329 وفيه: " كان في صغره يلقب بمدرك التراب، وبالطويل، ثم لقب في خلافته ب أبي الدوانيق، لمحاسبته العمال والصناع على الدوانيق، وكان مع هذا يعطي العطاء العظيم ". والنبراس لابن دحية 24 - 30 وفيه: " قتل من لا يحصى من قريش ومضر وربيعة واليمن وأهل البيوتات من العجم والفقهاء والشعراء. وكانت طبوله من جلود الكلاب ". والمسعودي [2]: 180 - 194 وفيه: " كان يقول:
ابن زَيْنَب
(000 - نحو 200 هـ = 000 - نحو815 م)
عبد الله بن محمد بن إبراهيم الهاشمي العباسي، أبو محمد، المعروف بابن زينب: أمير، من بني العباس. ولي مصر للرشيد سنة 189 هـ وعزل بعد ثمانية أشهر و 19 يوما، فعاد إلى بغداد، فجعله الرشيد في جملة قواده، يوجهه في المهمات، إلى أن مات [1] . المُسْنَدي
(000 - 229 هـ = 000 - 844 م)
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر ابن اليمان الجعفي، مولاهم، البخاري، أبو جعفر: حافظ للحديث، ثقة. لقب بالمسندي لأنه أول من جمع " مسند الصحابة " بما وراء النهر، وهو إمام الحديث في عصره هناك بلا مدافعة [2] .
النُّفَيْلي
(000 - 234 هـ = 000 - 848 م)
عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل، أبو جعفر النفيلي " من كبار حفاظ الحديث وثقاتهم.
من أهل حران. له كتاب " المغازي - خ " الجزء الثالث منه 16 ورقة في الظاهرية، بخط طاهر ابن بركات الخشوعي، سنة 454 [3] .
ابن أَبي شَيْبَة
(159 - 235 هـ = 776 - 849 م)
عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي، مولاهم، الكوفي، أبو بكر:
ولدت في ذي الحجة، وأعذرت في ذي الحجة، ووليت الخلاقة في ذي الحجة، وأحسب أن الأمر يكون في ذي الحجة، فكان كما ذكر، توفي في ذي الحجة ". وتاريخ بغداد 10: 53 وابن الساعي 11 - 23 وفوات الوفيات 1: 232. [1] النجوم الزاهرة 2: 133 والولاة والقضاة 141. [2] تهذيب التهذيب 6: 9. [3] شذرات الذهب 2: 80 ومخطوطات الظاهرية 42.