سودة فقلت: يا سودة، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت:
أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه. قالت: وددت، أدخلي على أبي فاذكري ذلك له- قالت:
وهو شيخ كبير قد تخلف عن الحج- فدخلت عليه فقلت: إن محمد بن عبد الله أرسلني أخطب عليه سودة. قال: كفء كريم، فماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذلك. قال: ادعيها.
فدعتها فقال: إن محمد بن عبد الله أرسل يخطبك وهو كفء كريم، أفتحبين أن أزوجك؟
قالت: نعم. قال: فادعيه لي. فدعته فجاء فزوجها، وجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثو التراب على رأسه، وقال بعد أن أسلم. إني لسفيه يَوْم أحثو التراب على رأسي أن تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سودة [1] .
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أحمد ابن عبد الله الحافظ، حدثنا فاروق، حدثنا محمد بن محمد بن حبان التمار، حدثنا عبد الله ابن مسلمة القعنبي، حدثنا سليمان بن بلال، عن أبي طوالة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام [2] . أخبرنا محمد بن سرايا بن علي العدل، والحسين بْنُ أَبِي صَالِحِ بْنِ فَنَاخِسْرُو، وَغَيْرُهُمَا، بِإِسْنَادِهِمْ عن محمد بن إسماعيل: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا حماد، حدثنا هشام، عن أبيه قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقالوا: يا أم سلمة، إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد من الخير كما تريد عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان- أو حيثما دار- قالت:
فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم، قالت: فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذلك، فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له ذلك، فقال: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه- والله- ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها [3] . قال: وحدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب قال: قال أبو سلمة: أن عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يوما: يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام. فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى مالا أرى [4] . [1] انظر الحديث في مسند الإمام أحمد: 6/ 210- 211. [2] أخرجه الإمام أحمد عن أنس، انظر المسند: 3/ 156، 264. [3] صحيح البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب «فضل عائشة رضى الله عنها» : 5/ 37. [4] صحيح البخاري، في الكتاب والباب المتقدمين: 5/ 36.