responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسد الغابة ط الفكر نویسنده : ابن الأثير، أبو الحسن    جلد : 6  صفحه : 184
فرق له أبوه وأمره فارتجعها، ثم شهد عَبْد اللَّه الطائف مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فرمي بسهم فمات منه بالمدينة، فقالت عاتكة ترثية:
رزئت بخير الناس بعد نبيهم ... وبعد أبي بكر، وما كان قصرا
فآليت لا تنفك عيني حزينة ... عليك، ولا ينفك جلدي أغبرا [1]
فللَّه عينا من رأى مثله فتى ... أُّكرّ وأحمى في الهياج وأصبرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها ... إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
فتزوجها زيد بن الخطاب. وقيل: لم يتزوجها، وقتل عنها يوم اليمامة شهيدا، فتزوجها عمر بن الخطاب سنة اثنتي عشرة، فأولم عليها، فدعا جمعا فيهم علي بن أبي طالب، فقال: يا أمير المؤمنين، دعني أكلم عاتكة. قال: افعل. فأخذ بجانبي الباب وقال: يا عدية نفسها، أين قولك:
فآليت لا تنفك عيني حزينة ... عليك، ولا ينفك جلدي أغبرا
فبكت، فقال عمر: ما دعاك إلى هذا يا أبا الحسن؟ كل النساء يفعلن هذا. فقال:
قال الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا، لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ 61: [2]- [3]) فقتل عنها عمر، فقالت ترثيه:
عين، جودي بعبرة ونحيب ... لا تملي عَلَى الإمام النحيب
قل لأهل الضراء والبؤس: موتوا ... قد سقته المنون كأس شعوب [2]
ثم تزوجها الزبير بن العوام، فقتل عنها، فقالت ترثيه:
غدر ابن جرموز بفارس بهمة [3] ... يوم اللقاء وكان غير معرد [4]
يا عمرو، لو نبهته لوجدته ... لا طائشا رعش الجنان ولا اليد
كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عنها طرادك يا ابن فقع القردد [5]

[1] البيت في طبقات ابن سعد: 8/ 194، وكتاب نسب قريش: 277.
[2] الشعوب: المنية.
[3] البهمة: واحدة البهم- بضم ففتح- وهي: معضلات الأمور.
[4] عرد الرجل تعريدا: فر.
[5] الفقع: ضرب من أردأ الكمأة- وهي نبات يخرج دون غرس- والقردد: أرض مرتفعة إلى جنب وهدة. وقال أبو حنيفة: الفقع يطلع من الأرض فيظهر أبيض، وهو رديء، والجيد ما حفر عنه واستخرج. ويشبه به الرجل الذليل، لأن الدواب تنجله بأرجلها.
نام کتاب : أسد الغابة ط الفكر نویسنده : ابن الأثير، أبو الحسن    جلد : 6  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست