يبسط ثوبه فلن ينسى شيئا سمعه مني» . فبسطت ثوبي حتى قضى حديثه، ثم ضممته إلي، فما نسيت شيئا سمعته بعد [1] .
أخبرنا عمر بن طبرزد وغير واحد: أَخْبَرَنَا ابْنُ [2] الْحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلانَ، أَخْبَرَنَا أبو بكر، حدثنا [3] جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أبو سنان، عن عثمان بن أبي سودة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذا عاد الرجل أخاه أو زاره، قال الله- عز وجل-: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا [4] . قال البخاري: روى عن أبي هريرة أكثر من ثمانمائة رجل من صاحب وتابع، فمن الصحابة:
ابن عباس، وابن عمر، وجابر، وأنس، وواثلة بن الأسقع.
واستعمله عمر على البحرين ثم عزله، ثم أراده على العمل فامتنع، وسكن المدينة، وبها كانت وفاته.
قال الخليفة: توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين.
وقال الهيثم بن عدي: توفي سنة ثمان وخمسين. [وقال الواقدي: توفي سنة تسع وخمسين [5]] وهو ابْنُ ثمان وسبعين سنة.
قيل: مات بالعقيق وحمل إلى المدينة، وصلى عليه الوليد بن عتبة [6] بن أبي سفيان، وكان أميرا على المدينة لعمه معاوية بن أبي سفيان.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى مختصرا، وأخرجه أبو عمر مطولا. [1] أخرجه البخاري بإسناده إلى الزهري بنحوه. انظر كتاب العلم، باب «حفظ العلم» : 1/ 40. وكذلك أخرجه مسلم باسناده إلى زهير بن حرب في كتاب فضائل الصحابة، باب «من فضائل أبى هريرة» : 7/ 166. وانظر مسند الإمام أحمد:
2/ 240، 274. [2] في المطبوعة: «أبو الحصين» . والصواب «ابن الحصين» . وهو أبو القاسم هبة الله بن محمد عبد الواحد ابن الحصيبة الشيباني: انظر العبر للذهبى: 4/ 66، 5/ 24. [3] في المصورة: «محمد بن جعفر» . والصواب ما في المطبوعة، انظر الخلاصة. [4] أخرجه الترمذي في أبواب البر، باب «ما جاء في زيارة الإخوان» . عن محمد بن بشار باسناده إلى أبى سنان. انظر تحفة الأحوذي، الحديث 2076: 6/ 146- 147. وكذلك أخرجه ابن ماجة من الطريق نفسها في كتاب الجنائز، باب «ما جاء في ثواب من عاد مريضا» ، الحديث 1443: 1/ 464. وانظر مسند الإمام أحمد: 2/ 326، 344، 354. [5] ما بين القوسين عن الاستيعاب: 4/ 1772، ونخشى أن يكون قد سقط من الناسخ. وانظر طبقات ابن سعد 4/ 2/ 64. [6] في الاستيعاب: «عقبة» وهو خطأ. انظر كتاب نسب قريش: 132.