responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسد الغابة ط الفكر نویسنده : ابن الأثير، أبو الحسن    جلد : 5  صفحه : 105
أمن المنون وريبها تتوجع ... والدهر لَيْسَ بمعتب من يجزع
قالت أمامة [1] : ما لجسمك شاحبا ... منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع [2] ؟
أم ما لجنبك لا يلائم مضجعا ... إلا أقض عليك ذاك المضجع [3] ؟
فأجبتها: أن ما لجسمي [4] أَنَّهُ ... أودي بني من البلاد فودعوا [5]
أودي بني فأعقبوني حسرة ... بعد الرقاد وعبرة لا تقلع
فالعين بعدهم كأن حداقها ... كحلت بشوك فهي عور [6] تدمع
سبقوا هويّ [7] وأعنقوا لهواهم ... فتخرموا ولكل جنب مصرع
فغبرت بعدهم بعيش ناصب ... وإخال أني لاحق مستتبع [8]
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم ... فإذا المنية أقبلت لا تدفع
وَإِذَا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
حَتَّى كأني للحوادث مروة ... بصفا المشقر كل يوم تقرع [9]
والدهر لا يبقى عَلَى حدثانه ... جون السحاب لَهُ جدائد أربع [10]
أخرجه أبو عمر مطولا، ولحسن هَذِه الأبيات أوردناها جميعها، والله أعلم.

[1] في الديوان: «أميمة» .
[2] ابتذلت: امتهنت نفسك في الأعمال، لموت من كان يكفيه أمره. ويروى الفعل بالبناء للمجهول أيضا. تدعوه أمامه إلى أن يشترى من العبيد من يكفيه أمره.
[3] أي: صار تحته مثل القضض، وهو الحصى.
[4] في المطبوعة، «بجسمي» . والمثبت عن المصورة، والديوان.
[5] يقول: الّذي أنحل جسمي وأهزله هلاك أبنائى.
[6] في المطبوعة والاستيعاب: «عورى» . والمثبت عن المصورة والديوان. وعور: جمع عوراء، من العوار- بضم أوله وتشديد ثانيه- وهو: ما يصيب العين من رمد أو قذى.
[7] هوى: هواي. وأعنقوا: أسرعوا.
[8] غبرت: بقيت. ناصب: ذي نصب- بفتحتين- وهو: الجهد والتعب. ومستتبع: مستلحق، يقول: أنا مذهوب بى، وصائر إلى ما صاروا إليه.
[9] المروة: حجر أبيض براق تقتدح منه النار، ويقال لمن كثرت مصائبه قرعت مروته. والمشقر: سوق بالطائف.
وفي الديوان: «بصفا المشرق» ، والمشرق: مسجد الخيف بمنى.
[10] في الديوان: «جون السراة» ، وقيل في شرحه: يريه به حمار الوحش، والجون: الأسود. والسراة: أعلى الظهر. والجدائد: أتنه.
اعتبر الشاعر في حدثان الدهر بحمار الوحش، لما ذكروا أنه يعمر مائتي سنة وأكثر من ذلك.
نام کتاب : أسد الغابة ط الفكر نویسنده : ابن الأثير، أبو الحسن    جلد : 5  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست