فقال لَهُ: بم؟ قَالَ: بأني أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنك رسول الله، وأني لا أفر من الزحف. قال:
صدقت، فقتل يومئذ [1] . أخرجه أَبُو موسى، وَأَبُو عمر.
قلت: الَّذِي أظنه، بَلْ أتيقنه، أن هَذَا النعمان هُوَ النعمان بن قوقل المذكور قبل هَذِه، والنسب واحد، والحالة من شهوده بدرا وقتله يوم أحد واحدة، وليس فِي النسب اختلاف إلا في «دعد» و «أصرم» وهذا- بَلْ وما هُوَ أكثر مِنْه- يختلفون فِيه، فمنهم من يذكر عوض الاسم والاسمين، ومنهم من يسقط بعض النسب الَّذِي أثبته غيره، وهو كَثِير جدا. وَإِذَا رأيت كتبهم وجدته، ولهذه العلة لَمْ يخرجه ابْن منده ولا أَبُو نعيم.
وزيادة أبى موسى فِي نسبه «سالم» ، لَيْسَ بصحيح، إنما سالم أخو غنم، لا ابنه. وَفِي الأنصار سالم آخر، وهو الملقب بالحبلى، رهط عبد الله بن أبي بن سلول، وليسوا مما نسبه فِي شيء.
وقوله أيضا «الأوسي» ، لَيْسَ بصحيح، فإنه خزرجي لا أوسي.
ولم يكن لأبى عمر ولا لأبي موسى أن يخرجا هَذِه الترجمة، أما أَبُو عمر فلأنه أخرجها مرة بقوله «النعمان بن قوقل» ، فإنه نسبه إلى جده الأعلى، وهو غنم، عَلَى قول ابن الكلبي.
وَعَلَى ما نقله أبو عمر، فهو نسب إلى جده الأدنى وهو ثعلبة. وأما أَبُو موسى فليس لَهُ أن يستدركه لأن ابن منده أخرجه فِي ترجمة النعمان بن قوقل أيضا، وجعل قوقلا ثعلبة أبا مالك، وهو لقب لَهُ، والله أعلم. 5258- النعمان بن مالك الأنصاري الأوسي
النعمان بْن مالك بْن عَامِر بن مجدعة بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث الْأَنْصَارِيّ الأوسي.
شهد أحدا والمشاهد بعدها مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم، وهو والد سويد بن النعمان.
كذا قاله العدوي «عَامِر بن مجدعة» . وقال أبو عمر فِي ترجمة «سويد بن النعمان» :
عائذ [2] بدل عَامِر. والله أعلم. [1] الاستيعاب: 4/ 1504، 1505. [2] الاستيعاب، الترجمة 1124: 2/ 680.