الفقر، إني أمرت بناتي أن يقرآن كل ليلة سورة الواقعة، أني سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «من قَرَأَ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقه أبدًا [1] . وإنما قَالَ لَهُ عثمان: ألا آمر لَكَ بعطائك؟ لأنَّه كَانَ قَدْ حبسه عَنْهُ سنتين، فلما توفي أرسله إِلَى الزُّبَيْر، فدفعه إِلَى ورثته. وقيل: بل كَانَ عَبْد اللَّه ترك العطاء استغناء عَنْهُ، وفعل غيره كذلك.
وروى الْأَعْمَش، عَنْ زَيْد بْن وهب قَالَ: لما بعث عثمان إِلَى عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود يأمره بالقدوم عَلَيْهِ بالمدينة، وكان بالكوفة، اجتمع النَّاس عَلَيْهِ فقالوا: أقم، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه. فَقَالَ عَبْد اللَّه: «إن له على حق الطاعة، وَإِنها ستكون أمور وفتن، فلا أحب أن أكون أول من فتحها» . فرد النَّاس وخرج إِلَيْه وتوفي ابْنُ مَسْعُود بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. وأوصى إِلَى الزُّبَيْر [2] رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، ودفن بالبقيع، وصلى عَلَيْهِ عثمان، وقيل: صلى عَلَيْهِ عمار بْن ياسر. وقيل: صلى عَلَيْهِ الزُّبَيْر.
ودفنه ليلًا أوصى بذلك، وقيل: لم يعلم عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ بدفنه، فعاتب الزبير عَلَى ذلك.
وكان عمره يَوْم توفي بضعا وستين سنة، وقيل: بل توفي سنة ثلاث وثلاثين. والأول أكثر.
ولما مات ابْنُ مَسْعُود نُعي إِلَى أَبِي الدرداء، فَقَالَ: «ما ترك بعده مثله» .
أخرجه الثلاثة.
3178- عبد الله بن مسعود الغفاريّ
(س) عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود الغفاري. وقيل: أَبُو مَسْعُود الغفاري.
رُوِيَ عَنْهُ حديث طويل فِي فضائل رمضان، سماه بعضهم فِي الرواية عَبْد اللَّه، وأكثر ما يروى عَنْهُ لا يسمى.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرا، ويذكر فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
3179- عَبْد اللَّه بْن مسلم
(س) عَبْد اللَّه بْن مسلم. أورده أَبُو الْقَاسِم الرقاعي [3] فِي العبادلة، وذكر لَهُ حديثًا رواه سعيد [1] ينظر تخريج ابن حجر لهذا الحديث على الكشاف: 4/ 375. [2] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 112 [3] في المطبوعة: «الرفاعيّ» . بالفاء، والمثبت عن الأصل، والمشتبه للذهبى: 422.