18- إبراهيم النجار
(س) إِبْرَاهِيم النجار الذي صنع المنبر لرسول الله.
روى أَبُو نضرة عَنْ جابر «أن النَّبِيّ كان يخطب إِلَى جذع نخلة، فقيل له: قد كثر الناس ويأتيك الوفود من الآفاق فلو أمرت بشيء تشخص عليه، فدعا رجلًا فقال: أتصنع المنبر؟ قال: نعم، قال: ما اسمك؟ قال: فلان: لست بصاحبه، ثم دعا آخر فقال له مثل ذلك، ثم دعا الثالث فقال: ما اسمك؟ قال: إِبْرَاهِيم، قال: خذ في صنعه، فلما صنعه صعده رسول الله، فحن الجذع حنين الناقة، فنزل إليه فالتزمه فسكن.
وقد رواه أيمن عَنْ جابر، فقال: صنع المنبر غلام امرأة، وفي رواية أَبِي سَعِيد: عمله رجل رومي، وفي رواية اسمه: باقوم، وقيل: باقول الرومي، غلام سَعِيد بْن العاص.
أخرجه أبو موسى.
19- إبراهيم بن نعيم
(د ع) إِبْرَاهِيم بْن نعيم بْن النحام العدوي، ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده في الصحابة، وقال:
روى عنه جابر إن صح، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يوسف، عَنْ أَبِي حنيفة، عَنْ عطاء عَنْ جابر أن عبدًا كان لإِبْرَاهِيم بْن النحام فدبره [1] ، ثم احتاج إِلَى ثمنه فباعه بثمانمائة درهم.
قال أَبُو نعيم: ذكره بعض الواهمين، يعني ابن منده، من حديث أَبِي حنيفة، عَنْ عطاء، عَنْ جابر أن عبدًا كان لإِبْرَاهِيم بْن النحام فدبره الحديث قال: وهذا وهم وتصحيف، إنما كان عبدًا لابن نعيم بْن النحام فصحفه، فقال: لإِبْرَاهِيم بْن النحام لأن الأثبات قد رووا هذا الحديث عَنْ عطاء عَنْ جابر، فقالوا: نعيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن النحام، منهم حسين المعلم وسلمة بْن كهيل وغيرهما، وممن روى هذا الحديث عَنْ جابر، عمرو بْن دينار، ومحمد بْن المنكدر وَأَبُو الزبير فلم يذكر واحد منهم إِبْرَاهِيم بْن النحام.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: والصحيح قول أَبِي نعيم. وقد ذكر البخاري إِبْرَاهِيم بْن نعيم النحام، وقال: هو العدوي، قتل يَوْم الحرة [2] ، وقد ترجم له أَبُو بكر بْن أَبِي عَاصِم فِي كتاب الآحاد والمثاني، فقال: إِبْرَاهِيم بْن نعيم النحام وقال: هو العدوي، وقد ذكر الزبير بْن أَبِي بكر أن عمر بْن الخطاب زوج ابنته رقية من إِبْرَاهِيم بْن نعيم بْن عَبْد الله النحام، والله أعلم. [1] يقال: دبر فلان عبده، إذا علق عتقه بموته. [2] يوم الحرة كان في سنة 63 هـ، حين وجه يزيد بن معاوية الجيوش إلى المدينة، فقتل في ذلك اليوم بقايا المهاجرين، الأنصار، وتقع الحرة شرقى المدينة.