نام کتاب : يوميات شامية نویسنده : ابن كنان جلد : 1 صفحه : 56
ودخلوا الباشاوات يوم الثلاثاء ثاني عشر صفر، ثم جهز رأسه للروم، والذي لم يلحق معهم كنخدا محمد باشا، فإنه رجع ولم يقم، وقيل: دخل الرأس المجهز للروم يوم الثلاثاء ثاني عشر، والباشاوات والعسكر يوم الخميس الرابع عشر من صفر، ثم أخذوا في ضبط مخلفاته وإقطاعه بحضور يوسف باشا ومحمد باشا شركس، وباش كاتب السيد أحمد أفندي الأسطواني، ورأوا عنده من التحف والذخائر شيء كثير جداً بالغ حد التعجب، وأرسلوا الحريم إلى دار أخرى غير دار ابن القواس، وكان أخذها وأنشأ بها قاعة عظيمة وكبكاً بقبة، وعمر المحمدية ودير العصافير. وعمر هناك قاعة ظن أنها قلعة لأجل العصيان.
مصير أعوانه وحريمه
ثم رسم يوسف باشا ومحمد باشا على أتباعه، من أعيان جماعته، كديوان أفندي وأمير آخور، والمطرجي، وعلي باشة، ابن أخت ناصيف باشا. وجيء بهم للقلعة فحبسوا فيها. ثم إن يوسف باشا، باشة حلب قدم إليها، وكان نزل الباشا شركس الكافل في السرايا، ونزل هو دار صالح باشا.
قصيدة دمشقي في ظلم الأتراك
وعملوا في ناصيف التواريخ، فمنها ما ذكره بعضهم في صورة هذه القضية من توجه هذه العساكر، من بحر البسيط:
خبّر الشّام كم قاست من الوصب ... أُهيلها من عظيم الخطب والنّصب
وقد أتانا أناسٌ ليس نعرفهم ... من ساير المدن مجموعين من سرب
باشاة عدّتهم خمسٌ وعسكرهم ... مثل الجراد إذا هدّى على الرطب
أكراد قد وردوا في وسط شامتنا ... وسعوا القرى، وخلّوا الناس في رهب
ورحّلوا أهلها فوراً بأجمعهم ... وأظهروا الخوف مثل النار في الحطب
وأطلقوا خيلهم ترعى مزارعنا ... ظلماً وحتّى رعوا للزرع والعنب
وقد أحاطوا بنا في كلّ ناحيةٍ ... مثل الصواعق قد مرّوا كما الشهب
وحاصرونا على الأفوات أجمعها ... من بعد ما نهبوا للورق والذّهب
وقد علانا الغلا في كلّ ما نظرت ... فيه العيون كنوع الأكل والشّرب
والخلق ضجّوا وقد لجّوا بأجمعهم ... مثل الزّحام رمانا الدهر في التّرب
في مبتدا صفرٍ أرّخ، وها وردوا ... عساكراً قصدوا ناصيف بالعطب
أنصار النابلسي يشمتون بناصيف
وللشيخ مسعودي المتنبي قوله في قتله من قصيدة، ولمح بدرس شيخه الشيخ عبد الغني:
قم واغترف من منهل التّدريس ... يا مدّعي، واخلع حلا التّدليس
واخضع لهيبة ذي الجلال فإنّ من ... يخضع له يرفعه فوق الروس
واحذر ذوي العرفان والتحقيق من ... شادوا قواعدهم على التاسيس
أهل العناية والولاية والهدى ... أسرارهم فينا بدت كشموس
لا ترم نحو حماهم بعداوةٍ ... أو ترن نحوهم بطرف عبوس
واخش الإله ومكرهم، لا تغترر ... لصنيع باغٍ ظالم منكوس
إنّ المعادي للوليّ محاربٌ ... لله، فاحذر من حلول البوس
فالله أكبر سطوةً فالجأ إلى ... ركن بهيبة عزّه محروس
وانظر إلى النصر العجيب لقايمٍ ... بالله مع قومٍ سموا بنفوس
الله أيّد شيخنا عبد الغني ... ورمى عداه بطالعٍ منحوس
قد حاولوا تحويله عن درسه ... فالله جازاهم بدوس الروس
وأتاه بالدرس بشايرٌ وأشا ... يرٌ، تقطيع رأس كلّ خسيس محاسن ناصيف باشا
والحاصل أنه كان لنصوح محاسن.
فمنها رفع الشوابصة، ودخل فيه ما يأخذ الشوباصي من رسم النكاح والمنزل والمشاهرة والذخيرة، خصوصاً الصالحية.
ورد الصرصار مراراً عن أهالي دمشق، ولم يحططهم شيئاً.
وله تفرقة على أهالي دمشق من الفقهاء والفقراء وطلبة العلم والمدارس والجوامع والعلماء، وهي تبلغ نحو العشرين كيساً، وتقدم مثل هذه التفرقة على العلماء والمشاهير جوخاً وسجادات ودشمايات، فيعطهم عن آخرهم إلا ما قل ممن لا يعلم به.
الصدقة العامة في رمضان
نام کتاب : يوميات شامية نویسنده : ابن كنان جلد : 1 صفحه : 56