نام کتاب : نظم حكم الأمويين ورسومهم في الأندلس نویسنده : سالم بن عبد الله الخلف جلد : 1 صفحه : 455
المبحث الثاني: خطة الوزارة
إن نظام الوزارة[1] في دولة بني أمية بالأندلس يدين في وجوده وتنظيمه للأمير عبد الرحمن الأوسط 206-238هـ (822-852م) ، أما قبل ذلك فلم يكن هناك تنظيم حقيقي لهذا الجهاز، فالأمير عبد الرحمن الداخل أنف من اتخاذ الوزراء[2]، ولكنه اتخذ مجموعة من المعاونين والمستشارين الذين توسم فيهم الإخلاص والوفاء والكفاءة، واختصهم بمجالتسه وبذل المشورة له عندما يطلب منهم ذلك[3]، واختار أحدهم [1] أُختلف كثيراً في اشتقاق لفظ الوزارة، فقيل أنه مأخوذ من "الوزر" بكسر الواو وسكون الزاي، وهو الثقل، لأن الوزير يحمل عن الملك أثقاله، انظر: الأحكام السلطانية ص 20. فالوزير هو الذي يتولى أعباء إدارة الدولة. وفي هذا يقول ابن خلدون في مقدمته، ص 663 "إن السلطان نفسه ضعيف يحمل أمراً ثقيلاً، فلابد له من الاستعانة بأبناء جنسه، وإذا كان يستعين بهم في ضرورة معاشه فما ظنك بسياسة نوعه ومن استرعاه الله من خلقه وعباده" وقيل إنه مأخوز من "الوَزَر" وهو الملجأ والمعتصم. الأحكام السلطانية ص 20. قال تعالى: {كَلاَّ لا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ} سورة القيامة الآيتان رقم 11-12. وقيل أنه مأخوذ من "الأَزْر" وهو الظهر لأن الملك يقوى بوزيره كقوة البدن بالظهر. الأحكام السلطانية ص 20. قال تعالى على لسان نبيه موسى عليه السلام: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} سورة طه الآيات من 29-32. ولعل الرأي الثالث هو أقرب الآراء لمفهوم الوزارة في الأندلس، فهي المؤازرة والمعاونة. [2] مقدمة ابن خلدون. ص 670. ربما لأنه كان متأثراً بأسلافه بالمشرق. [3] نفح الطيب، 3/45.
نام کتاب : نظم حكم الأمويين ورسومهم في الأندلس نویسنده : سالم بن عبد الله الخلف جلد : 1 صفحه : 455