responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موجز عن الفتوحات الإسلامية نویسنده : طه عبد المقصود عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 94
كان موسى بن نصير متلهفا على افتتاح الأندلس، لكنه لم يشأ أن يقحم المسلمين في مغامرة لا يعلم نتائجها إلا الله، ولم يكن قد وثق بعد بيليان، ثم إنه لا يستطيع أن يقبل على هذا العمل العسكري الكبير دون أن يستأذن الخليفة أو يستشيره فيما هو مقبل عليه. وهذا ما حدث بالفعل؛ فكتب إلى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك "يخبره بالذي دعاه إليه يليان من أمر الأندلس، ويستأذنه في اقتحامها. فكتب إليه الوليد "أن خضها بالسرايا حتى ترى وتختبر شأنها، ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال". فراجعه "موسى": "إنه ليس ببحر زخار، إنما هو خليج منه يبين للناظر ما خلفه". فكتب إليه: "وإن كان، فلا بد من اختباره بالسرايا قبل اقتحامه"[1].
لقد ترددت الخلافة -بادئ الأمر- بالقيام بمثل هذا العمل الكبير، خوفا على المسلمين من المخاطرة في مفاوز، أو إيقاعهم في مهالك. لكن موسى أقنح الخليفة بالأمر، ثم تم الاتفاق على أن يسبق الفتح اختبار المكان بالسرايا، أو الحملات الاستطلاعية.
عمل موسى بن نصير بهذه النصيحة، وأرسل في رمضان "سنة 91هـ/ 711م" سرية استكشافية مكونة من خمسمائة جندي -فيهم مائة فارس- بقيادة "طريف بن مالك" الملقب بأبي زرعة، وهو مسلم بربري، ويقال إنه من أصل عربي ينتسب إلى قبيلة "معافر" أو "نخع" اليمنية[2]. وقد عبر هذا الجيش الزقاق "مضيق جبل طارق" من سبتة، بسفن "يليان" أو بسفن غيره، ونزل في جزية تعرف باسم "بالوما "PALOMAS" التي عرفت فيما بعد باسم "جزيرة طريف". وعادت هذه الحملة بالغنائم الوفيرة، وبالأخبار المشجعة على الاستمرار في عملية الفتح[3].
وقبل الحديث عن الخطوة التالية في فتح الأندلس نشير ها إلى ملاحظتين:
الأولى: كانت فكرة فتح شبه الجزيرة الإيبيرية فكرة إسلامية خالصة. بل

[1] نفح الطيب ج1 ص253، البيان المغرب ج2 ص5، أخبار مجموعة "ص5-6".
[2] نفح الطيب "1/ 233، 254"، صفة جزيرة الأندلس "من الروض المعطار للحميري" "ص8".
[3] راجع نفح الطيب "1/ 253"، دولة الإسلام في الأندلس لمحمد عبد الله عنان 1/ 40، تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس للسيد عبد العزيز سالم ص70، التاريخ الأندلس للحجي ص45-46.
نام کتاب : موجز عن الفتوحات الإسلامية نویسنده : طه عبد المقصود عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست