الفاتح، ومعظمهم ممن انضم إلى المسلمين بعد نجاحهم في المعارك السابقة"، فاستولى على المدينة بعد قتال عنيف، وقضى على كل التماثيل والمعابد البوذية هناك، وغنم مغانم كثيرة من الذهب والفضة، ولهذا سميت "الملتان" بيت "أو ثغر" الذهب.
وقد اتبع ابن القاسم في هذه المدينة ما اتبعه في المدن الأخرى التي فتحها، من حيث التنظيمات المالية والإدارية والعسكرية، فعين الحكام على كورها المختلفة، وترك بها حامية من الجنود، وأخذ العهود والمواثيق على أعيان المدينة بأن يعملوا على استقرار الأمن.
5- وفي أثناء وجود محمد بن القاسم في "الملتان" جاءه خبر وفاة الحجاج، فاغتم لذلك، لكنه واصل فتوحاته حتى أتم فتح بلاد السند، وجاءته قبائل "الزط" و"الميد" -المعروفين بقطع الطرق البرية والبحرية- مرحبين به، وتعهدوا له بالطاعة والعمل على سلامة الطرق في البر والبحر.
6- انتهت أعمال ابن القاسم الحربية بإخضاع إقليم "الكيرج" على الحدود السندية الهندية وهزيمة ملكه "دوهر" ومقتله؛ ودخول أهله في طاعة المسلمين[1].
وكان محمد بن القاسم يتطلع إلى فتح إمارة "كنوج" "قنوج" "Kanyj" أعظم إمارات الهند والتي كانت تمتد من السند إلى البنغال، فاستأذن "الحجاج" فأذن له، وبينما هو على أتم الاستعداد لذلك كخطوة أولى نحو الوصول إلى "كشمير" وإتمام فتح كل السند والهند إذ وصله موت الحجاج "95هـ"، ومن بعده بستة أشهر الخليفة الوليد عبد الملك "96هـ"، وتولى أخوه سليمان الخلافةن وكان سليمان ينقم على "الحجاج" وصنائعه، لأنه أقر "الوليد بن عبد المملك" على خلع بيعة "سليمان" وعقدها لابنه عبد العزيز بدلا منه، ومن ثم فما أن تولى حتى عزل [1] تفاصيل الأحداث في تاريخ خليفة بن خياط ص"206-213"، ص"318"، تاريخ اليعقوبي "2/ 231-234"، ص"288-290"، فتوح البلدان للبلاذري ص"530، 531، 532، 540-543"، والكامل في التاريخ لابن الأثير "4/ 250، 251". وراجع: التاريخ والحضارة الإسلامية في الباكستان "السند والبنجاب" إلى آخر فترة الحكم العربي، للدكتور عبد الله جمال الدين ص"34-77"، وأطلس التاريخ الإسلامي للدكتور حسين مؤنس، ص"132".