بني المصطفى كم يأكل الناس شلوكم ... لبلواكم عمّا قليل مفرّج «1»
أما فيهم راع لحقّ نبيّه ... ولا خائف من ربّه يتحرّج «2»
لقد عمهوا ما أنزل الله فيكم ... كأنّ كتاب الله فيهم ممجمج «3»
ألا خاب من أنساه منكم نصيبه ... متاع من الدنيا قليل وزبرج «4»
أبعد المكنّى بالحسين شهيدكم ... تضاء مصابيح السماء فتسرج
لنا وعلينا، لا عليه ولا له ... تسجسج أسراب الدموع وتنشج «5»
وكيف نبكّي فائزا عند ربّه ... له في جنان الخلد عيش مخرفج «6»
فإن لا يكن حيّا لدينا فإنّه ... لدى الله حيّ في الجنان مزوّج
وقد نال في الدّنيا سناء وصيتة ... وقام مقاما لم يقمه مزلّج «7»
شوى ما أصابت أسهم الدّهر بعده ... هوى ما هوى أو مات بالرّمل بحزج «8»
وكنا نرجّيه لكشف عماية ... بأمثاله أمثالها تتبلّج «9»
فساهمنا ذو العرش في ابن نبيّه ... ففاز به والله أعلى وأفلج
مضى ومضى الفرّاط من أهل بيته ... يؤمّ بهم ورد المنية منهج «10»
فأصبحت لاهم أبسئوني بذكره ... كما قال قبلي في البسوء مؤرّج «11»