قل لذي الود والوفاء حسين ... اقدر الودّ بيننا قدره
ليس للدّابغ المقرظ بدّ ... من عتاب الأديم ذي البشرة
[قال] : وقال أيضا:
إن ابن عمّك وابن أم ... ك معلم شاكي السّلاح
يقص العدو وليس ير ... ضى حين يبطش بالجراح «1»
لا تحسبن أذى ابن عم ... ك شرب ألبان اللّقاح
بل كالشجا تحت اللها ... ة إذا يسوغ بالقراح «2»
فانظر لنفسك من يحبك ... تحت أطراف الرماح
من لا يزال يسوءه ... بالغيب أن يلحاك لاح «3»
(ذكر السبب في خروجه ومقتله) أخبرني به أحمد بن عبيد الله بن عمار، قال: حدّثني علي بن محمد النوفلي، عن أبيه ومشايخه. قال: علي بن الحسين: وأضفت إلى ذلك ما ذكره محمد بن علي بن حمزة في كتابه:
قالوا: لما بويع ليزيد بن الوليد الذي يقال له يزيد الناقص، تحرّك عبد الله بن معاوية بالكوفة، ودعا الناس إلى بيعته علي الرّضا من آل محمد، ولبس الصوف، وأظهر سيماء الخير، فاجتمع إليه نفر من أهل الكوفة فبايعوه، ولم يجتمع أهل المصر كلهم عليه، وقالوا له: ما فينا بقية فقد قتل جمهورنا مع أهل هذا البيت، وأشاروا عليه بقصد فارس ونواحي المشرق، فقبل ذلك، وجمع جموعا من النواحي، وخرج معه عبد الله بن العباس التميمي «4» .
قال علي بن الحسين: قال محمد بن حمزة، عن سليمان بن أبي شيخ، عن محمد بن الحكم، عن عوانة: أن ابن معاوية قبل قصده المشرق ظهر