وأخي الحسن، يا بقية الماضين، وثمال الباقين.
فقال لها الحسين: يا أختي «لو ترك القطا لنام» .
قالت: فإنما تغتصب نفسك اغتصابا، فذاك أطول لحزني وأشجى لقلبي وخرت مغشيا عليها فلم يزل يناشدها واحتملها حتى أدخلها الخباء «1» .
(رجع الحديث إلى مقتله صلوات الله عليه) قال: فوجه إلى عمر بن سعد- لعنه الله- فقال: ماذا تريدون مني؟ إني مخيّركم ثلاثا: بين أن تتركوني ألحق بيزيد، أو أرجع من حيث جئت، أو أمضي إلى بعض ثغور المسلمين فأقيم فيها.
ففرح ابن سعد بذلك، وظن أن ابن زياد- لعنه الله- يقبله منه، فوجه إليه رسولا يعلمه ذلك، ويقول: لو سألك هذا بعض الديلم ولم تقبله ظلمته.
فوجه إليه ابن زياد: طمعت يا ابن سعد في الراحة، وركنت إلى دعة، ناجز الرجل وقاتله، ولا ترض منه إلّا أن ينزل على حكمي.
فقال الحسين: معاذ الله أن أنزل على حكم ابن مرجانة أبدا «2» ، فوجه ابن زياد شمر بن ذي الجوشن الضّبابي- أخزاه الله- إلى ابن سعد- لعنه الله- يستحثه لمناجزة الحسين، فلما كان في يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين، ناجزه ابن سعد- لعنه الله- فجعل أصحاب الحسين يتقدمون رجلا رجلا يقاتلون حتى قتلوا.
وقال المدائني، عن العباس بن محمد بن رزين، عن علي بن طلحة، وعن أبي مخنف، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن حميد بن مسلم، وقال عمر بن سعد البصري: عن أبي مخنف، عن زهير بن عبد الله الخثعمي،