نام کتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 235
ليجعل منه صانعًا جيدًا؛ فإنه لا يجوز لوالدي الصبي أن يطالبا برده؛ إلا إذا كان الصبي لم يتعلم شيئًا، وكان من الممكن كذلك أن يعهد إنسان بعبده إلى رجل آخر ليتعلم منه حرفته، وإن أهمل المعلمُ تعليمَ صبيٍ حرفتَه على الوجه المرضي؛ فإنه يلزم بدفع تعويض ولا يستحق أجرًا على ما بذله في تعليمه من جهد على اعتبار أنه أفاد من عمل الصبي. وكثيرًا ما كانت النتيجة أن يجد المعلم نفسه مضطرًا لدفع التعويض، وكان يفعل ذلك عن رضًا؛ لأنه كان ينتفع بخدمات الصبي.
المواصلات والتجارة
اشتهر أهل بلاد النهرين منذ القدم بنشاطهم التجاري مع الشعوب المجاورة، وقد أثروا بطرقهم ومعاملتهم التجارية في تلك الشعوب؛ حتى أخذت عنهم كثيرًا من أساليب التجارة ومصطلحاتها وبعض أسماء المكاييل والموازين التي استخدموها.
وربما كانت الحاجة إلى المواد الخام الضرورية وتصريف الفائض من منتجات الزراعة والصناعة هي التي دعت إلى هذا النشاط؛ خصوصًا بعد أن نشطت الفتوح الخارجية، وحاول الملوك تكوين إمبراطوريات لهم، ويمكننا أن نتتبع بعض الشئون المتعلقة بالتجارة من دراستنا للقوانين والشرائع المتعلقة بها حيث يظهر أن جزءًا كبيرًا من المواد القانونية قد خصص لتنظيم التجارة وأنواع المعاملات المختلفة؛ ففي قانون حمورابي نجد "120" مادة تتعلق بالمعاملات والشئون التجارية من مجموع مواد هذا القانون التي يبلغ عددها "282" مادة، ومثل ذلك يقال أيضًا عن شرائع أخرى غير
نام کتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 235