نام کتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 222
جلجامش حيث إنه يأمر "أنكيدو" بأن ينزل إلى العالم السفلي كي يحضر له آلتين من الخشب كان قد صنعهما وسقطتا منه فيه، وبعد أن ينزل أنكيدو يتضرع جلجامش إلى الآلهة كي تبعثه من عالم الأرواح لينبئه عن أحوال العالم السفلي، فتصعد روح أنكيدو وتعطيه صورة قاتمة عن حالة أرواح الموتى؛ إذ إن غالبيتها سجينة، طعامها التراب والطين بينما تتمتع القلة منها وخاصة من مات أصحابها في الحرب ميتة الأبطال ومن تركوا ذرية لهم، بمعاملة خاصة حيث يجدون الماء والقوت.
ومن الأساطير ما يعكس صورة عن أفكار القوم فيما يتعلق بأصل الشر وطبيعة الإنسان وعجزه عن إدراك الخلود، ومن هذه أسطورة "آدابا" يرى بعض المؤرخين أنه يشبه آدم[1] وإن كان لا يبدو من هذا التشابه إلا مخالفة آدابا لأمر الإله "آنو" بأن يأكل من الطعام طعام الخلود الذي قدمه إليه بناء على نصيحة الإله "إيا" له، أما فيما عدا هذا فهي تبين ميل الإنسان إلي الانتقام وأن نصيبه الموت.
وهناك أسطورة أخرى تعرف باسم أسطورة "إيتانا"، وهي تتلخص في أن الملكية نزلت من السماء وبعد أن استقرت فيها لم يكن لأحد الملوك ولد فتضرع إلى الآلهة كي تهبه ولدًا يرثه، وتمضي الأسطورة في وصف تكليفه بعمل خير، لقاء حصوله على بغيته وكيف أنه طار إلى السماء للحصول على نبات الولادة بمساعدة نسر كان قد سبق أن أنقذه [1] طه باقر، المرجع السابق، ص472.
نام کتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 222