نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 348
للواحد منهم، ومن الملاحظ أن من بين هؤلاء الملوك 12 ملكًا أسماؤهم سامية، 6 أسماؤهم سومرية, ويرى بعض المؤرخين أن ما ورد عن هذه الأسرة ليس بأكمله أسطوريًّا بل بعضه تاريخي، كذلك تذكر هذه القائمة أن آخر ملوك كيش "أجا" هُزِمَ على يد أول ملوك أسرة الوركاء؛ ولكن مصادر أخرى تدلنا على أن الأسرتين كانتا متعاصرتين فترة طويلة, وأن "أجا" المشار إليه كان يعاصر خامس ملوك الوركاء "جلجامش" الذي قضى على مملكة كيش، كذلك يستدل من هذه المصادر على أن الوركاء كانت على علاقة مع آراتا "التي يحتمل أنها كانت غرب إيران أو في عيلام" وأن جماعات مارتو "الأموريين" في سورية حاصروها واستولوا على الحكم في بلاد النهرين.
ومن العسير التوصل إلى بداية العصر التاريخي؛ نظرًا لأن قائمة ملوك سومر تذكر أرقامًا خيالية لمدة حكم الملوك؛ فلا نعرف منها متى انتهى العصر الأسطوري ومتى بدأ العصر التاريخي، ومما يزيد الأمر صعوبة أن بعض البحوث الأثرية أسفرت عن الكشف عن أسماء عدد من الملوك الذين حكموا في مدينة لجش ولم يذكروا في القائمة, وقد أمكن وضع مجمل تاريخي لهذه المدينة في الألف الثالث ق. م. إلى سنة 2000 ق. م. تقريبًا ولكن ربما كان ذلك؛ لأنهم لم يحكموا سومر كلها، ومهما كان الأمر فإن العثور على نصوص تاريخية لملوك من الذين ذكروا في قائمة ملوك سومر يدل دلالة قاطعة على أن هؤلاء الملوك عاشوا بالفعل, وأن أقدم النصوص يرجع على أسبق الملوك في ترتيبه الزمني.
ففي المتحف العراقي قطعة من المرمر مجهولة المصدر, كتب عليها "مي - براج - سي" ملك كيش, وأمكن إثبات أن هذا الملك هو "إن - مي - براج - سي"1
1 لفظ "إن" يدل على أداة يمكن حذفها, انظر:
G. Roux., op. cit., p. 119.
نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 348