نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 193
مرنبتاح:
سبق أن ذكرنا أن مرنبتاح كان يقرب من الستين من عمره حينما اعتلى العرش ومع هذا فقد كان ملكًا عالي الهمة, لم تحل شيخوخته دون قيامه بجهود مشكورة في سبل المحافظة على إمبراطوريته؛ فلما قامت ثورة في آسيا في السنة الثالثة من حكمه لم يتوانَ في إخمادها وسجل ذلك على لوحة ورد بها اسم إسرائيل لأول مرة؛ مما دعا إلى الزعم بأنه هو الفرعون المقصود في قصة موسى الواردة في الكتب السماوية, ولكن لا يمكن تأييد هذا الزعم لعدم وجود وثائق تاريخية كافية لتأكيده[1], وسواء قام بإخماد هذه الثورة بنفسه أو أرسل أحد قواده فإن اهتمامه بالقضاء عليها يدلنا على أنه لم يشأ التهاون في حق مصر أو التفريط فيه.
وقد أنقذ مرنبتاح مصر من الهجوم الشامل الذي شنه عليها الليبيون وحلفاؤهم في السنة الخامسة من حكمه، وكان الهجوم على ما يبدو نتيجةً لهجرات [1] ما زالت الاختلافات كبيرة بين المؤرخين بشأن تاريخ خروج الإسرائيليين من مصر؛ فبعضهم يرى أنه تم في عهد الهكسوس, وبعضهم يرى أنه تم في عهد الأسرة الثامنة عشرة، وحتى في هذا يختلفون؛ فمنهم من يعتقد أنه حدث في عهد تحتمس الثالث، ومنهم من يظن أنهم أخرجوا من مصر في عهد أمنحتب الثاني أو الثالث، ومنهم من يرى أنهم خرجوا على إثر ثورة إخناتون الدينية، كما أن منهم من يرى أنهم خرجوا في عهد مرنبتاح؛ حيث يرجح أنهم أخذوا يتذمرون في أواخر عهد رعمسيس الثاني "فرعون في الكتاب المقدس"؛ لأنهم كانوا طائفة لا تميل إلى الأعمال الشاقة التي تطلبتها مبانيه العديدة, وسخر لها العديد من أفراد الشعب ولم يستثنهم من ذلك, كما أنهم لم ينجحوا في الخروج من مصر إلا في عهد مرنبتاح كما أشرنا.
نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 193