responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مضمار الحقائق وسر الخلائق نویسنده : المَلِك المنصور    جلد : 1  صفحه : 33
وأحرق أرباضها فدمدم عَلَيْهِم رَبهم بذنبهم فسواها وأعجلهم عَن الالتجاء إِلَى القلعة والاحتماء بالتلعة فسفح ذَلِك السفح دِمَاءَهُمْ وسبى ذَرَارِيهمْ وَنِسَائِهِمْ وسَاق أغنامهم وأبقارهم وَخرب عَلَيْهِم بل أحرق دِيَارهمْ وأشعل تِلْكَ الْأَمَاكِن نَارا وأدركتها دَعْوَة نوح {رب لَا تذر على الأَرْض من الْكَافرين ديارًا} فَأَعَادَ عَلَيْهِم لَيْلًا ثَانِيًا بمثارين من نقع ودخان وَأقَام فِيهَا المأتم بنكايتين من أسر وإثخان وَعَاد إِلَى المخيم مشكور الخيم موفور النعم ظَاهر الرَّايَة باهر الْآيَة غَانِم الْجند غَالب الْجد كريم الظفر حميد الْأَثر وَقد كف كف الْكفْر وهد ركن النكر وسفرت وُجُوه الْإِسْلَام بِهَذِهِ الْبُشْرَى بشرا وَطَابَتْ قُلُوب الْمُؤمنِينَ وَطَابَتْ أرجاء الرَّجَاء بأرج نجاحهم بشرا فَهَذِهِ صفة صفد عِنْد النهضة إِلَيْهَا والإشراف عَلَيْهَا فَكيف وَالسُّيُوف قد طَابَ ريها من طبرية وعاينت هِيَ وَأَخَوَاتهَا منا البلية والقدس ينْتَظر إقدامنا ويستشرف اعتزامنا ونأمل من الله أَن ينجز ميعاد نَصره وَيفتح لنا الْبَلَد الْمَوْعُود بحصره فَحِينَئِذٍ نهيئ سلك السَّاحِل وتتبدد عقوده ونستلخص من أَيدي الْمُشْركين بعون الله تَعَالَى حُقُوقه وحدوده
وفيهَا توجه أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بن عبد الْمُؤمن بِنَفسِهِ إِلَى بِلَاد إفريقية فَفتح قفصة وَحمل واليها على بن الْمعز بن المعتز ومسعود بن زِمَام أَمِير الْعَرَب وَرجع إِلَى المهدية

نام کتاب : مضمار الحقائق وسر الخلائق نویسنده : المَلِك المنصور    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست