responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : اليافعي    جلد : 1  صفحه : 348
لمولاها: بكم الجارية؟ فقال: بمائة: الف درهم، فقال: ادفع المال إليه يا غلام، فلما ولى قال: ردوا الجارية، فردت، فقال: يا جارية أبكر، انت أم ثيب؟ فقالت: بل ثيب. فقال: ردوها على مولاها ثم أنشد.
قالوا عشقت صغيرةً فأجبتهم ... أشهى المطي إلي ما لم تركب
كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ... لبست وحبة لؤلؤ لم تثقب
فقالت الجارية: يا أمير المؤمنين أتأذن لي في الجواب؟ قال: نعم فأنشدت:
إن المطية لا يلد ركوبها ... حتى تذلل بالزمان وتركبا
والحب ليس بنافع أربابه ... حتى يفضل بالنظام ويثقبا
قال فضحك الرشيد، وقال يا غلام ادفع ثمنها إلى مولاها، وأمر لها بمائة ألف درهم في خاصة نفسها، قلت: والبيتان اللذان أنشدهما الرشيد هما من شعر أبي نواس، واللذان أنشدتهما الجارية هما من شعر مسلم بن الوليد الأنصاري. قلت ولي قصيدة في الحكم بين هذين المختلفين، وفي تفضيل ألوان الغواني بعضها على بعض، ووصف أعضائها ومحاسنها الحسناء، وذكر غرور الدنيا منها هذه الأبيات:
يا مسرعاً نحو الحسان لتخطبا ... تأن واختر مورداً مستعذبا
هذا الأجيرع والعوير مورد ... ماء العذيب الخالي المستعذبا
ودع المويلج والأزيلم جانباً ... يا من غدا بالغانيات معذبا
من بيض مجد عاليات الحسن أو ... من خضر سعد إن نشا أن تخطبا
أو صفر وجد من هوى راقي العلى ... حامي الذمار الماجد المستنجبا
عند الغواني والمعالي أيما ... تشأ فاختر بعد وصفي مذهبا
سلطان ألوان الغواني أبيض ... وله وزير أصفر قد قربا
والأخضر الميمون أضحى عنده ... أيضاً أميراً بالسعادة مخضبا
لم يبق إلا جندي أو سائس ... فاختر لما يهواه طبعك فاصحبا
كل امرء بالطبع يهوى مشرباً ... يحلو ولو أضحى أجاجاً مشربا
لكن بيض الغانيات تفاوتت ... ألوانها فاسمع مقالاً صوبا
أبهى أزهاها بياض مشرب ... من صفرة يحكي لجيناً مذهبا
إن عذب ما للظما جاء مذهبا ... فظمي الهوى تلقى له ذا مذهبا
ذاك الذي ما زلت أهوى والذي ... أختار من بين المذاهب مذهبا
دري لون معجب في ناهج ... في كفه العناب يزهو معجبا

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : اليافعي    جلد : 1  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست