نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : اليافعي جلد : 1 صفحه : 141
وفيها توفي خالد بن يزيد بن معاوية بن أي سفيان الأموي، قيل كان له معرفة بفنون من العلم، منها علم الطب والكيمياء كان متقناً لهما: قال ابن خلكان: وله رسائل دالة على علمه ومعرفته وبراعته، اخذ الصناعة من رجل رومي من الرهبان، وله أشعار مطولات ومقاطع دالة على حسن تصرفه، ومن شعره:
تجول خلاخيل النساء ولا أرى ... لرملة خلخالاً تجول ولا قلبا
أحب بني العوام من أجل حبها ... ومن أجلها أحببت أخوالها
من قصيدة له طويلة في زوجته رملة بنت الزبيربن العوام، وشكا إلى عبد الملك بن مروان، فقال: يا أمير المؤمنين، ان الوليد بن عبد الملك قد احتقر ابن عمه عبد الله واستصغره، يعني أخاه، فقال عبد الملك: " إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون " - النمل: 34 - فقال خالد: " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً " - الإسراء: 16 - فقال عبد الملك: أفي عبد الله تكلمني؟ والله لقد دخل علي فما أقام لسانه لحناً، فقال له خالد: افعلى الوليد تقول؟ فقال: عبد الملك: ان كان يلحن فإن أخاه سليمان، يعني أنه كان فصيحاً زكياً كما سيأتي ترجمته، فقال خالد: ان كان عبد الله يلحن فإن أخاه خالد، فقال له الوليد: اسكت يا خالد فوالله ما تدعي في العير ولا في النفير، فقال خالد: ويحك ومن للعير والنفير غيري؟ وجدي أبو سفيان صاحب العير، وجدي عتبة بن ربيعة صاحب النفير، ولكن لو قلت غنيمات والطائف رحم الله عثمان لقلنا صدقت، قلت وأشار بذلك إلى العير التي خرج لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ليأخذوها، وخرج المشركون من مكة ليقاتلوا دونها، وكان في العير أبو سفيان هو المقدم وهو جده من جهة أبيه، وفي النفير عتبة بن ربيعة مقدم على القوم وهو جده من جهة الأم، فإن ابنته هند أم معاوية.
وأما الغنيمات: فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفى الحكم جد الوليد إ لىالطائف وكان يرعى الغنم، ولم يزل كذلك إلى أن ولي عثمان بن عفان فرده. وروي أن عثمان كان قد شفع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رده، فأنعم له بذلك، وأذن له في رده، وفي ذلك تبكيت للوليد لما صدر منه من الاحتقار له ولأخيه والله أعلم.
سنة ست وثمانين
فيها ولي قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان، وافتتح بلاد صاغان من الترك صلحاً،
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : اليافعي جلد : 1 صفحه : 141