ألا إنه أبو بصّرة الغفارى. قال أبو تميم: فكنت أنا وأبو ذرّ قاعدين، فأخذ أبو ذرّ بيدى؛ فانطلقنا إلى أبى بصرة فوجدناه عند الباب الذي إلى دار عمرو بن العاص فقال أبو ذرّ: يا أبا بصرة، أنت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: إن الله قد زادكم صلاة فصلّوها ما بين العشاء إلى الصبح الوتر الوتر؟ قال: نعم، قال: أنت سمعته؟ قال: نعم، قال: أنت سمعته؟ قال: نعم.
حدثناه يحيى بن عبد الله بن بكير، عن ابن لهيعة وعمرو بن سوّاد، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، لم يرو عنه غير أهل مصر.
أبو ذرّ الغفارى
ولهم عنه أحاديث. منها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، أن أبا سالم الجيشانى أتى إلى أبى أميّة فى منزله، فقال: إنى سمعت أبا ذرّ يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «إذا أحبّ أحدكم صاحبه فليأته فى منزله؛ فيخبره أنه يحبّه» «1» وقد جئتك فى منزلك. حدثناه أبو الأسود.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافرى، أنه سمع يزيد بن تعيم التجيبى، يقول: سمعت أبا ذرّ الغفارى وهو قاعد عند المنبر فى مسجد الفسطاط يقول:
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «من تقرّب إلى الله شبرا، تقرب الله إليه ذراعا، ومن تقرب إلى الله ذراعا تقرّب الله إليه باعا، والله أعلى وأجلّ» «2» ثلاث مرّات. حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن درّاج، عن أبى الميثاء، عن أبى ذرّ قال: قال لى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ستّة أيام: اعقل ما أقول لك، ثم لمّا كان اليوم السابع قال: «أوصيك بتقوى الله فى سرّ أمرك وعلانيتك، وإذا أسأت فأحسن، ولا تسأل أحدا شيئا ولو سقط سوطك، ولا تؤو أمانة، ولا تولّين يتيما، ولا تقضينّ بين اثنين» «3» . حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وعثمان بن صالح، ولم يذكر أبو الأسود أبا الميثي.