حديث ضمام بن إسماعيل، عن عيّاش بن عبّاس القتبانى، قال: لما حصروا الإسكندريّة قال لهم صاحب المقدّمة: لا تعجلوا حتى آمركم برأيى، فلما فتح الباب دخل رجلان فقتلا؛ فبكى صاحب المقدّمة، قال ضمام: أظنّه عبد الله بن سعد، فقيل له: لم بكيت وهما شهيدان؟ قال: ليت أنّهما شهيدان، ولكن سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنّة عاص، وقد أمرت ألا يدخلوا، فدخلوا بغير إذن. حدثناه عبد الملك بن مسلمة.
ولهم عنه حكايات فى نفسه. منها حديث ابن لهيعة، عن ابن أبى جعفر، عن أبى سعيد الغافقى، أنه سمع عبد الله بن سعد بن أبى سرح وهو على المنبر، يقول: لا تسقوا دوابّكم الخمر؛ فإنها رجس من عمل الشيطان. حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، قال: حدثنى العلوىّ، عن عبد الله بن ربيعة، قال: غزونا مع عبد الله بن سعد إفريقيّة، فصلّى لهم صلاة، فبينا هم فى صلاتهم إذ فزع الناس؛ فانصرفوا؛ فقال لهم عبد الله بن سعد: إنّ هذه الصلاة قد اختضرت «1» ؛ فأعيدوا صلاتكم، فأعاد بهم الصلاة وأعادوا. حدثناه عبد الملك بن مسلمة.
حدثنا أبى عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا بكر بن مضر، عن يزيد بن أبى حبيب، عن قيس بن أبى يزيد، عن الجلاس بن عامر، عن عبد الله بن ربيعة، قال: صلّى عبد الله ابن سعد للناس بإفريقيّة المغرب، فلما صلّى ركعتين سمع جلبة فى المسجد؛ فأرعبهم ذلك وظنّوا أنهم العدوّ؛ فقطع الصلاة، فلما لم ير شيئا خطب الناس وقال: إن هذه الصلاة اختضرت «2» ، وأمر مؤذّنه فأقام الصلاة ثم أعادها.
لم يرو عنه غير أهل مصر. وتوفّى بعسقلان فى أيّام معاوية بن أبى سفيان قبل اجتماع الناس عليه. يكنّى أبا يحيى، ويقال توفّى عبد الله بن سعد سنة ستّ وثلاثين، وكان والى البلد بمصر بعد عمرو بن العاص.