وكان بيصر بن حام قد كبر وضعف، وكان مصر أكبر ولده، وهو الذي ساق أباه وجميع إخوته إلى مصر، فنزلوا بها، فبمصر بن بيصر سمّيت مصر مصر. فحاز له ولولده ما بين الشجرتين خلف العريش إلى أسوان طولا، ومن برقة إلى أيلة عرضا. قال: ثم إن بيصر بن حام توفّى فدفن فى موضع أبى هرميس. قال غير عثمان: فهى أول مقبرة قبر فيها بأرض مصر.
قال: ثم رجع إلى حديث عثمان بن صالح وغيره، قال: (* ثم إن بيصر بن حام توفّى واستخلف ابنه مصر، وحاز كلّ واحد من إخوة مصر قطعة من الأرض لنفسه، سوى أرض مصر التى حاز لنفسه ولولده. فلمّا كثر ولد مصر وأولاد أولادهم، قطع مصر لكل واحد من ولده قطيعة يجوزها لنفسه ولولده، وقسم لهم هذا النيل. قال: فقطع لابنه قفط موضع قفط، فسكنها، وبه سمّيت قفط، وما فوقها إلى أسوان وما دونها الى أشمون فى الشرق والغرب. وقطع لأشمن من أشمون فما دونها إلى منف فى الشرق والغرب، فسكن أشمن أشمون فسمّيت به. وقطع لأتريب ما بين منف إلى صا؛ فسكن أتريب، فسمّيت به. وقطع لصا ما بين صا إلى البحر، فسكن صا؛ فسمّيت به، فكانت مصر كلّها على أربعة أجزاء: جزأين بالصعيد، وجزأين بأسفل الأرض*) .
قال: ثم توفّى مصر بن بيصر فاستخلف ابنه قفط بن مصر، (1 ثم توفّى قفط بن مصر، فاستخلف أخاه أشمن بن مصر، ثم توفّى أشمن بن مصر، فاستخلف أخاه أتريب ابن مصر، ثم توفّى أتريب بن مصر، فاستخلف أخاه صا بن مصر. ثم توفّى صا بن مصر، فاستخلف ابنه تدارس بن صا. ثم توفّى تدارس بن صا، فاستخلف ابنه «2» ماليق بن تدارس، ثم توفّى ماليق بن تدارس فاستخلف ابنه خربتا بن ماليق، ثم توفّى خربتا بن ماليق، فاستخلف ابنه كلّكن بن خربتا؛ فملكهم نحوّا من مائة سنة ثم توفّى ولا ولد له، فاستخلف أخاه ماليا بن خربتا، ثم توفّى ماليا بن خربتا، فاستخلف ابنه طوطيس بن ماليا، وهو الذي كان وهب هاجر لسارة امرأة إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام 1) .