نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني، بدر الدين جلد : 1 صفحه : 71
وذلك أن أربيكاً أخا منكوقان كان نائبه في المملكة بكرسى قرا قروم، فلما مات أخوه منكوقان أراد الاستيلاء على المملكة، وكان أخوه قبلاى خان مجرداً ببلاد الخطا، جرده اليها أخوه منكوقان من حين جلوسه في الدست، وأرسل بركة يقول لأربيكا: أنت أحق بالقانية لأن منكوقان رتبك فيها في حياته، وانضم إليه بنو عمه مجى بن أوكدية وإخوته، واتفق عود أخيه قبلاى من بلاد الخطا، وسار أُربيكا لحربه والتقيا فاقتتلا، فكانت الكسرة على قبلاى، وانتصر عليه أربيكا، فأخذ الغنائم والسبايا واحتجزها لنفسه، ولم يسهم لبنى عمه بشيءٍ، فوجودوا عليه. ونفروا منه، ومالوا إلى قبلاى، فأعاد القتال معه، فاستظهر عليه وأخذ أُربيكا أسيراً.
واستقرّ؟ َ قبلاى في القانية، وسقى أخاه سما فمات، وطالت مدة قُبلاى في المملكة، واستقر إلى سنة ثمان وتسعين وستمائة.
فبلغ ذلك هلاون، وهو نازل على حلب، فانزعج وعاد رجاء ان يكون له في الأمر نصيب، فلما وجد أخاه قبلاى مستقراً استقر بالأقاليم التي فتحها، فصارت في يده ويد ذريته إلى يومنا هذا.
وكان عز الدين كيكاوس وأخوه ركن الدين قليج أرسلان سلطانا الروم في خدمة هلاون لما فتح حلب، ولما رفع السيف من أهلها تقدم إليه البرواناه وضرب الجوك وقال: إن أذن لى القان أقول كلمتين بين يديه، فقال له: قل. قال: من قصة عيسى ابن مريم عليهما السلام أنه أحيى الأموات، فأطاعه أهل الأرض وآمنوابه حتى تغالوا في قصته، وقالوا بربو بيته، والقان في هذا الوقت أحيى هذه النفوس وصان هذه الرءوس، فلا بدّ أن تطيعه البقاع والأقاليم والقلاع، وينفذ حكمه في الشرق والغرب، ويثقون بعهده ووعده، فحسن موقع كلامه عنده وسال عن حسبه ونسبه، فعرف به، وهو أن أباه في أيام السلطان علاء الدين كيقباذ حضر إلى سعد الدين المستوفى بالروم، وكان نافذ الحكم في الإطلاق وإجراء الأرزاق، فساله أن يجرى عليه جارياً يقتات به من بعض المدارس يكون درهماً في اليوم؛ وكان شاباً جميلاً وسيماً من طلبة العلم، واسمه مهذب الدين على، وأصله من الديلم، فمال إليه المستوفى لما رآه من سميته وسمته فقال له: أريدُ أن أصيرك منى مكان الولد، وأجود لك بما أجد، ثم قربه وأدناه، وأحبه، وزوجه من إبنته، وخوله في نعمته، واتفقت وفاة المستوفى بعد ذلك، فوصف مهذب الدين للسلطان علاء الدين بالفضيلة والمعرفة والكفاية والأهلية للمناصب، فرشحه للوزارة وألقى عليه مقاليد الإمارة، فرزق معين الدين سليمان المسمى برواناه، فهو ابن وزير السلطان غياث الدين.
ولما أخبر هلاون بأمره قال للسلطان ركن الدين: من الآن لا يتردد إلى في الأشغال أحد سواه، فترقت منزلته من يومه ذلك حتى صار فيما بعد حاكماً على الممالك.
وفارق المذكوران هلاون، وعاد كل منهما إلى مستقره، إلى أن كان منهما ما سنذكره إن شاء الله تعالى.
الأمير كتبغانوين: نائب هلاون على بلاد الشام، وقد فتح لأستاذه هلاون من أقصى بلاد العجم إلى الشام، وقد أدرك جنكزخان جدّ هلاون.
وكان كتبغانوين هذا يعمل للمسلمين ببلاد خراسان والعراق في حروبه أشياء لم يسبقه إليها أحد، كان إذا فتح بلداً ساق المقاتلة منه إلى البلد الذى يليه، ويطلب من أهل البلد أن يأوا هؤلاء إليهم، فإن فعلوا حصل مقصوده في مضيق الأطعمة والأشربة عليهم، فتقصر مدة حصارهم، وإن امتنعوا قاتلهم بهؤلاء حتى يفنى هؤلاء، فإن حصل، يكون الفتح، وإلا كان قد أضعف أولئك بهؤلاء، ثم استأنف قتالهم بجنده حتى يفتحه، وكان يبعث إلى الحصن يقول لهم: إنّ ماءكم قد قلّ، فافتحوا صلحاً قبل أن آخذه قسراً، فيقولون إن الماء عندنا كثير، فيقول: إن كان كثيراً انصرفت عنكم، فيقولون: ابعث من يشرف على ذلك، فيرسل رجالاً من جيشه معهم رماحٌ مجوفة محشوة سماً، فإذا دخلوا قاسوا ذلك الماء بتلك الرماح، فيفسح ذلك السم ويستقر في الماء، فيكون سبب هلاكهم ولا يشعرون.
وكان لعنة الله شيخا كبيرا قد أسن، وكان يميل إلى دين النصارى ولكن لا يمكنه الخروج عن حكم جنكزخان من الياساق.
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني، بدر الدين جلد : 1 صفحه : 71