نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني، بدر الدين جلد : 1 صفحه : 38
وقال ابن كثير: وقد كان شيخنا الإمام العلامة شيخ الشافعية وغيرهم برُهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن الشيخ تاج الدين الفزارى مدرس هذه المدرسة وابن مدرسها، يذكر أنه لما حضر الواقف في أول يوم درس بها وحضر عنده السلطان الملك الناصر يوسف بن العزيز قرىء كتاب الوقف وفيه: ولا تدخلها إمرأة، فقال السلطان: ولا صبىٌّ. فقال الواقف: يا مولانا ربنا ما يضرب بعصاتين، فإذا ذكر هذه الحكاية تبسّم عندها، وكان هو أول من درَّس بها، ثم ولده كمال الدين من بعده، وجعل نظرها إلى وجيه الدين بن سُوَيْد، ثم صار في ذريته إلى الآن.
وقد أوقف البادرائى على هذه المدرسة أوقافا حسنةً دارَّة، وجعل بها خزانة كتب حسنة نافعة، وقد عاد إلى بغداد في هذه السنة، وتولّى بها قضاء القضاة كرها منه، فأقام فيه سبعة عشر يوماً، ثم توفى إلى رحمة الله في مستهل ذي الحجة من هذه السنة، ودفن بالشونيزية.
المشِدُّ الشاعر الأمير سيف الدين على بن عمر بن قزل، مشدُّ الدواوين بدمشق.
كان شاعراً مطبقاً، وله ديوان مشهور، وقد رآه بعضهم بعد موته، فسأله عن حاله فأنشده:
نُقِلتُ إلى رْمِس القبور وضيقها ... وخوفى ذنوبى أنها بى تُعْثَرُ
وصادفت رحمانا رءُوفاً وأنُعماً ... حبانى بها لِما كنت أحذَرُ
ومن كان حُسْنُ الظن في حال مَوته ... جميلاً بعفوِ الله فالعفْوُ أجْدَرُ
بشارة بن عبد الله الأرمنى الأصل، بدر الدين الكاتب، مولى شبل الدولة المعظمى.
سمع الكندى وغيره، وكان يكتب خطّاً جيداً، وأسند إليه مولاه النظر في أوقافه، وجعله في ذريته، فهؤلاء ينظرون في الشبليتين.
وكانت وفاته في النصف من رمضان من هذه السنة.
القاضي تاج الدين أبو عبد الله محمد بن قاضى القضاة جمال الدين المصري.
ناب عن أبيه، ودرس بالشامية، وله شعر، فمنه قوله:
صيرّتُ فمي لفيه باللثم غدا ... عمداً ورشفت من ثناياه مدام
فازورَّ وقال أنت في الفقه إمامٌ ... ريقى خمرٌ وعندك الخمر حَرَامُ
الشيخ الأسعد هبة الله بن صاعد بن شرف الدين الفائزي، حرم الشيخ قديماً للملك الفائز سابق الدين إبراهيم بن الملك العادل، وكان نصرانياً فأسلم، وكان كثير البرّ والصدقات والصلات.
استوزره الملك المعزّ، وكان حظياً عنده جدّاً لا يفعل شيئاً إلا بمراجعته ومشاورته.
وكان قبله في الوزارة القاضي تاج الدين بن بنت الأعز، وقبله القاضي بدر الدين السنجارى، ثم صارت بعد ذلك كله إلى هذا الشيخ الأسعد المسلمانى، وقد كان المعزُّ يكاتبه بالمملوك، ثم لما قتل المعز أهين الأسعد حتى صار شقيا، وأخذ الأمير سيف الدين قطز خطة بمائة ألف دينار، وقد هجاه بعضهم:
لعن الله صاعداً ... وأباه فصاعداً
وبنيه فنازلاً ... واحداً ثم واحداً
ثم قتل بعد ذلك كله ودفن في القرافة.
ابن أبي الحديد الشاعر العراقي عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن محمد ابن الحسين، أبو حامد بن أبي الحديد، عز الدين المدائني، الكاتب الشاعر المطيق الشيعي الغالي.
له شرح نهج البلاغة في عشرين مجلداً. ولد بالمدائن سنة ست وثمانين وخمسمائة، ثم صار إلى بغداد، وكان أحد الكتاب والشعراء للديوان الخليفتى، وكان حظيّاً عند الوزير ابن العلقمى لما بينهما من المناسبة والمهاربة والمشابهة في التشيع والأدب والفضيلة، وكان أكثر فضيلةً وأدباً من أخيه أبي المعالي موفق الدين أحمد بن هبة الله، وإن كان الآخر فاضلاً بارعاً أيضاً، وقد ماتا في هذه السنة.
الشريف الأديب أبو الحسن على بن محمد الموسوي، المعروف بابن دفتر خوان، له شعر حسن، ومصنفات كثيرة، توفي في هذه السنة.
الشيخ أبو جعفر بن الشيخ شهاب الدين أبي عبد الله عمر السهروردي الصوفي، مات ببغداد في هذه السنة.
شَجَرُ الدرُ بنت عبد الله أم خليل التركية.
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني، بدر الدين جلد : 1 صفحه : 38