نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني، بدر الدين جلد : 1 صفحه : 261
إن حمامنا الذي نحن فيه ... قد أناخ العذاب فيه وخيم
مظلم الأرض والسماء والنواحي ... كل عيب من عيبه يتعلم
حرجٌ بابه كطاقة سجن ... شهد الله من يجز فيه يندم
وبه مالكٌ غدا خازن النا ... ر بلى مالكٌ أرق وارحم
كلما قلت قد أطلت عذابي ... قال لي إخسأ فيها ولا تتكلم
قلت لما رأيته يتلظى ... " ربنا اصرف عنا عذاب جهنم
الشيخ تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الواسطي، ثم الدمشقي الحنبلي، شيخ الحديث بالظاهرية بدمشق.
توفى يوم الجمعة آخر النهار الرابع عشر من جمادى الآخرة منها عن تسعين سنة، وكان رجلا صالحا عابدا، تفرد بعلو الرواية، ولم يخلف بعده مثله، وقد تفقه ببغداد، ثم رحل إلى الشام، ودرس بالصاحبية مدة عشرين سنة، وولى في آخر عمره مشيخة الحديث بالمدرسة الظاهرية، وكانت وفاته بسفح قاسيون، ودفن في تربة الشيخ الموفق، ومولده سنة ثلاث وستمائة.
الشيخ جمال الدين إبراهيم بن داود بن ظافر العسقلاني الفاضلي.
مات بدرب السلسلة بدمشق، ودفن بتربة الشيخ علم الدين السخاوي بقاسيون، وكان من أخص أصحابه، وجمع عليه القراءات السبع.
وله شعر، فمنه قوله:
مضوا عصبة كانوا كراما أعزةً ... وأبقوا من الإنسان ما فيه معتبر
فهم كبيوت الماء قائمة فلم يصبها ... انهدامٌ فهي وعظٌ لمن نظر
الشيخ محمود الشيرازي المعروف بسابقان، المقيم بالكلاسة.
مات في هذه السنة، ودفن بزاوية الجوالقية خارج باب الصغير، وكان من أحاسن الفقراء وظرفائهم، وله قبول من الناس، وعنده كرم.
قاضي القضاة معين الدين النعمان بن الحسن بن يوسف الحنفي.
مات يوم الخميس السابع عشر من شعبان منها، ودفن بالقرافة، وتولى القضاء بعده بالديار المصرية قاضي القضاة شمس الدين أحمد السروجي.
الصاحب محيي الدين عبد الله بن الشيخ رشيد الدين عبد الظاهر بن نشوان ابن عبد الظاهر بن علي بن نجده السروجي السعدي، الكاتب الناظم الناثر، كاتب الإنشاء بالديار المصرية، وأحد من برز في هذا الفن على أهل زمانه، وسبق سائر أقرانه.
وهو والد الصاحب فتح الدين القاضي فتح الدين المتقدم ذكر وفاته قبل والده، وكانت وفاته يوم الثلاثاء الرابع من رجب، ودفن بتربته التي أنشأها بالقرافة، ومولده سنة عشرين وستمائة بالقاهرة، وله مصنفات منها سيرة الملك الظاهر، وأبدع فيها نظما ونثرا، وكان ذا مروءة تامة وتعصب.
وله النظم البديع الرائق، فمنه قوله:
يا من رأى غزلان رامة هل رأى ... بالله فيهم مثل طرف غزالي
أحيا علوم العاشقين بلحظه ال ... غزال والإحياء للغزالي
وله في مليح يسمى بالنسيم:
تقضى ليلنا طرباً ورقصاً ... على شدو من الرشأ الرخيم
تمايلنا وقد غنى وفينا ... مليح الدل معطار الشميم
فملنا كالغصون وغير بدع ... لأغصان تميل مع النسيم
وقال الشيخ أثير الدين أبو حيان رحمه الله: كنت قد نظمت قصيدة، ووقع لي فيها معنى غريب في مليح في أنفه خال، وهو:
عجبت لخال حل في وسط أنفه ... وعهدي به وسط الخدود يرى وشيا
ولكنما خداه فيه تغاير لهوىً ... فاتبعا من أنفه أوسط الأشيا
وحسن الفتى في الأنف والأنف عاطلٌ ... فكيف إذا ما الخال كان له حليا
فلما وقف القاضي محيي الدين عليه نظم في هذا المعنى عدة مقاطيع منها:
أرى الخال من وجه الحبيب بأنفه ... وموضعه الأولى به صفحة الخد
وما ذاك إلا أنه من تلهب توارى ... يريد البعد من شدة الوقد
وقال:
في أنفه الخال الذي ... شغل البرية وصفه
فبحسنه وبظرفه ... قد صار شمخ أنفه
وقال:
وبي مليح حسنه ... على الملاح قد حكم
بأنفه خالٌ به ... على الجمال قد ختم
يا حسنه من شامةٍ ... أمسى بها الأنف الأشم
وقال:
ميدان حسنٍ وجهه ... سبحان ربٍّ صوره
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني، بدر الدين جلد : 1 صفحه : 261