نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني، بدر الدين جلد : 1 صفحه : 112
وقال بيبرس في تاريخه: وقد كانت انقطت الخطبة فيه مده تناهز مائة سنة، فأراد الله إعادتها للإمام الحاكم والملك الظاهر.
ثم وصل الملك القصور صاحب حماة إلى خدمة السلطان بالديار المصريّة، ثم طلب منه الدستوريه ليتفرج فيها، فرسم له بذلك، وأمر لأهل الإسكندرّية بإكرامه واحترامه، وفرش الشقيق بين يدي فرسه فتوجه إليها وتفرج، ثم عاد إلى الديار المصريّة مكرّماً محترما، ثم خلع عليه السلطان وأحسن إليه على جارى عادته، ورسم له بالعود 533 إلى بلده، فعاد.
وقال بيبرس: وتوجّه الملك المنصور إلى العباسية أيضا صحبة السلطان للصيد، وعاد صحبته، ثم سافر إلى محلّ ولا يته.
ذكر توجّه الملك الظّاهر إلى ناحية الشّام
وفي السنة توجه السلطان إلى الشام في بعض أمرائه، وأراح بقية العساكر بالديار المصريّة، وسار إلى صفد، فلما وصلها بلغه أن طائفة من التتار على عزم قصد الرحبة، فرتّب أمر عمارة صفد وسار إلى دمشق مسرعا، فورد الخبر برجوع التتار عن قصد الرحبة، فأقام بدمشق خمسة أيام، ثم عاد إلى جهة صفد وحفر خندقا حول قلعتها، وعمل فيه بنفسه وأمرائه وجيشه، وأمر بعمارة سور صفد وقلعتها وأن يكتب عليها: ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون: أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون.
وقال أبو شامة: وفي شهر رجب حفر السلطان الظاهر بيبرس خندقا لقلعة صفد، وعمل فيه بنفسه وعسكره، وفي بعض تلك الأيام بلغه أن جماعة من الفرنج بعكا تخرج منها غدوة وتبقى ظاهرها إلى ضحوة، فسرى ليلة بعض عسكره فكن لهم في تلك الأدوية، فلما أبعدوا عن عكا فخرج عليهم من ورائهم فقتل وأسر، وضربت البشائر بدمشق بذلك.
وقال بيبرس: وفيها وصل إلى السلطان رسل الإفرنج وأجابوا إلى المناصفة في صيدا، وهدم الشقيف، وكان قد بلغه أنهم أغاروا على مشعرا، فأنكر عليهم وأقيموا بين يديه قياما مزعجا، ثم ركب وشن الغارة على عكا، وعمل اليزك على أبوابها، وقطع الأشجار، وأحرق الثمار، وهدم طاحونا لبيت الاسبتار يسمى طاحون كردانه.
كان أهل صور قد قتلوا شخصا من مقدمى رجال الصبيبة يسمى السابق شاهين، فقرر عليهم ديته خمسة عشر ألف دينار صورية وسألوا الصلح، فأجابهم، وكتهت هدنة لمدة عشر سنين لصور بلادها وهي تسعة وتسعون قرية، وقررت الهدنة مع بيت الاسبتار على حصن الأكراد والمرقب.
534 - واستقرت قاعدة الصلح مع صاحبة بيروت، فإن أخاها كان قد غدر بمركب الأتابك فيه جماعة من التجار كانوا متوجهون إلى قبرس، فطالبهم السلطان بمال التجار، فالتزموا به، والنزءوا إطلاق التجار، وتقرر الصلح.
وفيها: تنازع الشيف عز الدين جماز بن شيحة وبدر الدين مالك بن منيف ابن شيحة ابن أخيه على نصف المدينة النبويّة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فحضر مالك بن منيف إلى الأبواب السلطانيّة على صفد مستصرخا، فكتب له السلطان كتاباً إلى عّمه بردّ النصف الذي كان بيد أبيه إليه، فتقررّ الاتفاق بينهما.
ومن غريب ما يحكى ما قاله ابن كثير: وحكى القاضى شمس الدين بن خلكان فيما نقل بخطه عن خط الشيخ قطب الدين اليونيني قال: بلغنا أن رجلا بدير أبي سلامة من ناحية بصرى، وكان فيه جنون وعنده استهتار، فذكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة فقال: والله لا أستاك إلا في المخرج، يعني دبره فوضع سواكا في مخرجه ثم أخرجه، فمكث بعده تسعة أشهر وهو يشكو من ألم البطن والمخرج، ووضع ولدا على صفة الجرذان، له أربعة قوائم ورأسه كرأس السمكة وله دبر كالأرنب، ولما وضعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات، فقامت إليه ابنه ذلك الرجل فرضخت رأسه فمات، وعاش الرجل بعد وضعه له يومين، ومات في الثالث، وكان يقول: هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي، وقد شاهد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية، وخطيب المكان، ومنها من رآه حيّا قبل أن يموت ومنهم من رآه بعد موته.
وفيها: "..... ".
وفيها: حج بالناس "....... ". ذكر من توفى فيها من الأعيان
قاضي القضاة بالديار المصرية تاج الدين عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلامي المصري، الفقيه الشافعي المعروف بابن بنت الأعز.
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني، بدر الدين جلد : 1 صفحه : 112