responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 85
والسقاية[1]، والرفادة[2]، والندرة[3]، واللواء[4]؛ فحاز شرف مكة كله، وقطع مكة رباعا بين قومه؛ فأنزل كل قوم من قريش منازلهم من مكة التي اصطلح عليها. ويزعم بعض الناس أن قريشا هابوا قطع شجرا الحرام في منازلهم، فقطعها قصي بيده وأعوانه فسمته قريش مجمعا، لما جمع من أمرها، وتيمنت قريش بأمره؛ فما تنكح امرأة ولا يتزوج رجل من قريش، ولا يتشاورون في أمر نزل بهم، ولا يعقدون لواء لحرب قوم من غيرهم إلا في داره، يعقده لهم بعض ولده، وما تدرع جارية إذا بلغت أن تدرع من قريش إلا في داره، تشق عليها فيها درعها، ثم تدرعه، ثم ينطلق إلى أهلها؛ فكان أمره في قومه من قريش بها في حياته ومن بعد موته كالدين المتبع. لا يعمل بغيره، واتخذ لنفسه دار الندرة، وجعل بابها إلى مسجد الكعبة؛ ففيها كانت قريش تقضي أمورها.
قال ابن هشام: قال الشاعر:
قصي لعمري كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من قهر
قال ابن إسحاق: حدثني عبد الملك بن راشد عن أبيه، قال: سمعت السائب بن حباب صاحب المقصورة يحدث أنه سمع رجلا يحدث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وهو خليفة- حديث قصي بن كلاب، وما جمع من أمر قومه، إخراجه خزاعة وبني بكر من مكة، وولايته البيت وأمر مكة؛ فلم يرد ذلك عليه ولم ينكره[5] ... انتهى.
وفي هذا الخبر من الفائدة في خبر قصي غير ما في الخبر الأول، ببيان ما كان من خبر قصي وصوفة وغير ذلك، وهو يقتضي أن منازعة قصي خزاعة، لما كان في نفسه، من أنه أولى بالكعبة
وأمر مكة خزاعة، أو لكون حليل جعل ذلك إليه -كما تزعم خزاعة- من غير أن تكون خزاعة عارضت قصيا في ذلك، والخبر الأول يقتضي أن منازعة قصي خزاعة لمنعهم له؛ مما جعله إليه حليل من أمر البيت، والله أعلم بالصواب.

[1] السقاية: سقيا الحجيج في الحرم.
[2] الرفادة: ضيافة الحجاج ومدهم بالطعام.
[3] الندرة: التشاور في الأمر، وبنى لها دارا سميت دار الندرة، وهو المكان الذي أقيمت عليه مقام الحنفي -الآن- بالمسجد الحرام.
[4] اللواء: الراية التي تنشر لقيادة الجيوش، أو لقيادة الحجيج في مناسكهم، وتلك هي أهم وأعظم شخصية من الشخصيات الفذة الجيوش، أو لقيادة الحجيج في مناسكهم -وتلك هي أهم وأعظم شخصية من الشخصيات الفذة الخالدة في تاريخ العروبة؛ فهو أول من حكم، وأول من أشرك شعبه في الحكم بتأسيس دار الندرة للتشاور فيها؛ بحيث لا بيت في أمر إلا بعد أخذ رأيي أهل الندرة.
[5] سيرة ابن هشام 1/ 115-117.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست