نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 59
ذكر مدة ولاية خزاعة لمكة في الجاهلية:
قال الأزرقي فيما رويناه عنه بالسند المتقدم: قال: حدثني جدي، قال: حدثنا سعد بن سالم، عن عثمان بن ساج، عن ابن جريج، وعن ابن إسحاق -يزيد أحدهما على الآخر- قالا: قامت خزاعة على ما كانت عليه من ولاية البيت والحكم بمكة ثلاثمائة سنة، وكان بعض التباعية قد سار إليه وأراد هدمه وتخريبه؛ فقامت دونه خزاعة، فقاتلت عليه أشد القتال حتى رجع، ثم آخر فكذلك؟.
وقال الأزرقي -أيضا- فيما رويناه عنه بالسند المتقدم: حدثني جدي، قال: حدثنا سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، عن الكلبي، عن أبي صالح، فذكر خبرا طويلا في خبر جرهم وخزاعة، قال فيه: فكان عمرو بن لحي يلي البيت وولده من بعده خمسمائة سنة، حتى كان آخرهم حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو، فزوج إليه قصي ابنته حبي ابنة حليل، وكانوا هم حجابه وخزانة، والقوام به، وولاة الحكم بمكة دهر
قال الفاكهي بعد أن روى في هذا المعنى أخبارا: قال ابن أبي سلمة، وابن إسحاق في حديثهما: فلم يزل الأمر لجرهم، وغبشان، وبكر، حتى اقتتلوا؛ فغلبتهم بكر وغبشان, وظهروا عليهم، ووطئوهم، ونفوهم من مكة إلى ما حولها، وولوا عليهم البيت، زاد ابن أبي سلمة والمخزومي في حديثهما: وولوا عليهم البيت وما كانوا يلون بمكة من الحكم وغيره[1] ... انتهى.
وذكر الزبير وغيره من أهل الأخبار ما يقتضي أن سبب ولاية خزاعة للبيت غير ما ذكره ابن إسحاق؛ وذلك أن امرأة من خزاعة يقال لها: قدامة كانت متزوجة في بني إياد بن نزار، نظرت إلى بني إياد لما دفنوا الحجر الأسود حين خرجوا إلى العراق، بعد أن تعذر عليهم حمله؛ فإنهم لم يحملوه على شيء إلا عجزوا، وافتقدت مضر الركن؛ فعظم ذلك في نفوسها، ورأت المرأة الخزاعية عظم مشقة ذكل عليهم، فأمرت قومها أن يأخذوا على مضر أن يولوهم حجابة البيت، وتدلهم المرأة على الركن، ففعلوا ذلك ووافقتهم عليه مضر، ودلتهم المرأة على الحجر الأسود، فابتحثوه من تحت الشجرة، وأعيد إلى مكانه، ووليت خزاعة عند ذلك البيت؛ فلم يبرح في أيديهم حتى قدم قصي؛ هذا معنى ما ذكره الزبير والكلبي في هذا الخبر، وقد سبق قريبا.
وبان بذلك أن سبب ولاية خزاعة للبيت غير ما ذكره ابن إسحاق، والله أعلم بالصواب. [1] أخبار مكة للفاكهي 5/ 152.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 59