responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 413
وروى مالك في الموطأ أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاريين كان السيل قد حفر قبرهما، وكانا في قبر واحد، وهما ممن استشهدوا يوم أحد، فحفر عنهما؛ لينقلا من مكانهما فوجدا كأنهما ماتا بالأمس، فكان أحدهما قد جرح موضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت، وكان بين أحد وبين يوم الحفر عنهما ست وأربعون سنة.
قلت: وقبور الشهداء اليوم لا يعرف منها إلا قبر حمزة رضي الله عنه؛ فإنه قد بنت عليه أم الخليفة الناصر لدين الله رحمه الله مشهدا كبيرا[1]، وجعلت عليه بابا من ساج منقوش وحوله حصا، وعلى المشهد باب من حديد يفتح في كل يوم خميس وقريب منه مسجد يذكر أهل المدينة أنه موضع مقتله والله أعلم بصحة ذلك[2].
وأما بقية الشهداء فهناك حجارة موضوعة يذكر أنها قبورهم، وفي أحد غار يذكرون أنه صلى فيه، وموضع في الجبل أيضا منقوب في صخرة منه على قدر رأس الإنسان، يذكرون أنه -صلى الله عليه وسلم- قعد وأدخل رأسه هناك كل هذا لم يرد به نقل فلا يعتمد عليه.

[1] وذلك عام 590هـ.
[2] وقد زاد الأشرف قايتباي في مسجد حمزة زيادة في جهته الغريبة، وذلك عام 893هـ على يد شاهين الجمالي.
الباب التاسع: في ذكر إجلاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بني النضير من المدينة
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد عقد حلفا بين بني النضير من اليهود وبين بني عامر، فعدا رجل من بني النضير على رجلين من بني عامر فقتلهما. فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بني النضير يستعين في دية ذينك القتيلين، فقالوا له: نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت، ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدا إلى جنب جدار من بيوتهم، فمُرُوا رجلًا يعلو هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه، وانتدب لذلك أحدهم فصعد؛ ليلقي عليه صخرة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفر من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعا إلى المدينة وأخبر أصحابه بما كانت اليهود همَّت به، وأمرهم بالتهيؤ لحربهم والسير إليهم، وسار حتى نزل بهم في ربيع الأول سنة أربع من الهجرة فتحصنوا منه في الحصون، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقطع نخيلهم وتحريقها، وكان رهط من الخزرج من المنافقين قد بعثوا إلى بني إسرائيل أن اثبتوا وتمنعوا؛ فإنا لن نسلمكم، إن قوتلتم قاتلنا معكم وإن خرجتم خرجنا معكم، فتربصوا ذلك منهم فلم يفعلوا وقذف الله في قلوبهم
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست