نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 39
ويستعجلونه بذلك ويقولون له: ويلك قم فارم، فيأبى عليهم، حتى إذا مالت الشمس قام فرمي، ورمى الناس معه.
قال ابن إسحاق، فإذا فارغوا من رمي الجمار، وأرادوا النفر من منى أخذت صوفة بجانب العقبة، فحبسوا الناس وقالوا: أجيزي صوفة؛ فلم يجز أحد من الناس حتى يرموا فإذا نفرت صوفة ومضت خلي سبيل الناس، فانطلقوا بعدهم؛ فكانوا كذلك حتى انقرضوا، فورثهم من بعدهم بالعقد: بنو سعد بن زيد مناة بن تميم، وكانت من بني سعد في آل صفوان بن الحارث بن شحنة.
قال ابن هشام: صفوان هو ابن جناب بن شحنة بن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
قال ابن إسحاق: فكان صفوان هو الذي يجيز للناس بالحج من عرفة، ثم بنوه من بعده، حتى كان آخرهم هو الذي قام عليه الإسلام: كرب بن صفوان؛ فقال ابن مغراء السعدي:
لا تبرح الناس ما حجوا معرفهم ... حتى يقال: أجيزوا آل صفوانا
قال ابن هشام: وهذا البيت في قصيدة لأوس بن مغراء، وأما قول ذي الإصبع العدواني واسمه حرثان بن عمرو:
وعذير الحي من عدوا ... ن كانوا حية الأرض
بغى بعضهم ظلما ... فلمك يرع على ببعض
ومنهم كانت السادا ... ت والموفون بالقرض
ومنهم من يجيز النا ... س بالسنة والفرض
ومنهم حكم يقضي ... فلا ينقض ما يقضي
وهذه الأبيات في قصيدة له؛ لأن الإفاضة من المزدلفة كانت في عدوان، فيما حدثني زياد بن عبد الله، عن محمد بن إسحاق، يتوارثون ذلك كابرًا عن كابر، حتى كان آخرهم الذي قام عليه الإسلام: أبو سيارة، عملية بن الأعزل، فقيه يقول شاعر العرب:
نحن دفعنا عن أبي سيارة ... وعن مواليه بني فزارة
حتى أجاز سالما حماره ... مستقبل القبلة يدعو جارة
وكان أبو سيارة يدفع بالناس على أتان؛ فلذلك يقول: سالما حماره ... انتهى.
وذكر الزبير بن بكار خبر الإجازة من المزدلفة، وأفاد في ذلك ما لم يفده ابن إسحاق فاقتضى ذلك ذكرنا له. قال بعد أن ذكر خبر الإجازة من عرفة: قال أبو عبيدة: والثانية الإفاضة من جمع غداة النحر إلى منى؛ فكان ذلك إلى بين زيد بن عدوان بن
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 39