نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 386
فأما قناة[1] فحب ولا تبن، وأما الحرار[2] فلا حب ولا تبن، وأما الجرف فالحب والتبن.
قال أهل السير: كان أول من نزل المدينة بعد غرق قوم نوح قوم يقال لهم: صعل وفالج، فغزاهم داود النبي عليه السلام، فأخذ منهم مائة ألف عذراء، قال: وسلط الله عليهم الدود في أعناقهم فهلكوا، فقبورهم هذه التي في السهل والجبل، قالوا: وكانت العماليق قد انتشروا في البلاد فسكنوا مكة والمدينة والحجاز كله وعتوا عتوا كبيرًا، فبعث إليهم موسى -على نبينا وعليه السلام- جندا من إسرائيل فقتلوهم بالحجاز وأفنوهم.
وروي عن زيد بن أسلم أنه قال: بلغني أن ضبعا ربيت هي وأولادها رابضة في حجاج[3] عين رجل من العماليق. وقال: لقد كان في ذلك الزمان تمضي أربعمائة سنة وما يسمع بجنازة[4].
ذكر سكنى اليهود الحجاز:
قال: وإنما كان سكن اليهود بلاد الحجاز أن موسى عليه السلام لما أظهره الله على فرعون وأهلكه وجنوده وطيئ الشام، وأهلك من بها وبعث بعثا من اليهود إلى الحجاز، وأمرهم ألا يستبقوا من العماليق أحدا بلغ الحلم، فقدموا عليهم فقتلوهم وقتلوا ملكهم "نبنما" وكان يقال له: الأرقم بن أبي الأرقم وأصابوا ابنا له شابا من أحسن الناس فضنوا به عن القتل وقالوا: نستحييه حتى نقدم به على موسى فيرى فيه رأيه، فأقبلوا وهو معهم وقبض الله موسى قبل قدومهم؛ فلما سمع الناس بقدومهم تلقوهم فسألوهم عن أمرهم فأخبروهم بفتح الله عليهم، وقالوا: لم نستبق منهم أحدا إلا هذا الفتى فإننا لم نر شابا أحسن منه فاستبقيناه حتى نقدم به على موسى فيرى فيه رأيه، فقالت لهم بنو إسرائيل: إن [1] اسم موضع بجوار المدينة فيه سيل يسمى سيل قناة. [2] جمع حرة وهي الصخور السوداء، أو هي أرض ذات صخور سوداء، كأنها أحرقت بالنار. ومن الحرار حول المدينة حرة المدينة وتعرف بحرة بني سليم، أما حرة خيبر فتقع على بعد مائة ميل شمال المدينة وترتفع عن سطح البحر 2200 قدم، وتسمى الحرة اللوبة واللابة، وقد ثارت إحدى الحرات في شرقي المدينة بضع أسابيع عام 654هـ 1256م، وكان نجاة المدينة منها معجزة من المعجزات لرسولنا العظيم. [3] حجاج العين: ما يحيط بالحدقة، وهذه الرواية من الأساطير المكذوبة. [4] المدينة المنورة ترتفع عن سطح البحر بنحو 600 متر، وتقع على الخط الخامس والعشرين من العرض الشمالي والخط الأربعين من الطول الشمالي، وعلى بعد 300 ميل من مكة و130 ميلًا من ينبع، والمسجد النبوي في وسط المدينة على شكل مستطيل، طوله 126 مترا. وعرضه نحو ثلثي ذلك. وفي شمال المدينة جبل أحد، وفي جنوبها جبل عير، ومن الوديان القريبة منها وادي العقيق، ومرفأ المدينة ينبع، وجوها على العموم أكثر اعتدالًا من مكة، وتكثر بها الزرعات والبساتين.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 386