نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 360
عن أبيه فأجاب السلطان ذلك، وقبل وصول الخبر توفي السيد بركات في عصر يوم الاثنين تاسع عشر شعبان سنة تسع وخمسين بأرض خالد بوادي مر وحمل على أعناق الرجال إلى مكة ودفن بها في صبح يوم الثلاثاء لعشرين من شعبان؛ فلما كان عصر ذلك اليوم المذكور وصل قاصد من الديار المصرية بمرسوم للسيد محمد مؤرخا بسادس عشر رجب، ومضمونه ولاية مكة للسيد محمد عوضا عن والده حسب ما سأل نائب جدة، وكان السيد محمد خارجا عن مكة فدعى له على زمزم بعد المغرب من ليلة الأربعاء حادي عشر شعبان، ثم وصل السيد محمد مكة ليلة الجمعة سابع رمضان فقرئ موسمه في صبحها ثم لما كان رابع شوال من السنة المذكورة وصل إلى السيد محمد كتاب من السلطنة بالعزاء في والده وتوقيع باستمراره مؤرخا بشهر رمضان واستمر السيد محمد على ولاية مكة ودانت له البلاد وأطاعت له العباد لكونه أظهر العدل والإحسان والرأفة على الرعية والالتفات في أمور المسلمين وعدم الغفلة عن ذلك؛ فبسبب ذلك طالت مدته وحمدت سيرته وطابت سريرته فكانت مدة ولايته ثلاثا وأربعين سنة ونصفا إلا أربعة أيام مع مشاركة والده السيد بركات على عوائدهم، ثم انتقل إلى رحمة الله تعالى في الحادي والعشرين من محرم الحرام سنة ثلاث وتسعمائة بوادي الأبيار وحمل إلى مكة ووقف بها[1].
ثم وليها من بعده ولده السيد بركات بن محمد بركات من قبل الملك الناصر محمد بن قايتباي في رابع شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وتسعمائة واستمر على ولايتها إلى أن كان موسم سنة ست وتسعمائة.
ووليها أخوه السيد هزاع بن محمد بعد محاربة وقعت بينه وبين أخيه السابق السيد بركات بالموسم المذكور بمحل يقال له وادي الحجون[2] بمر الظهران وانهزم السيد بركات ودخل السيد هزاع مكة وحج بالناس سنة ثم خرج منها بعد انقضاء الموسم إلى ينبع[3] خوفا من أخيه بركات لقلة عسكره؛ فعاد السيد بركات إلى مكة واستمر بها إلى جمادى الثانية سنة سبع بتقديم السين وتسعمائة فوصل السيد هزاع من ينبع بعسكر عظيم [1] فقد استمرت ولايته من عام 589هـ حتى عام 903هـ وعاصر عهد ملك مصر المنصور بن الظاهر جقمق "857هـ"، ثم الملك الأشرف أنيال العلائي "857-865هـ"، ثم ابنه الملك المؤيد أحمد بن أنيال "865هـ"، ثم الملك الناصر سيف الدين بن سعيد خوشقدم الناصري "865-872هـ" ثم الملك الظاهر الناصر يلباي المؤيدي "872هـ"، ثم الملك الظاهر أبي سعيد تمربغا الظاهري "872هـ"، ثم قايتباي "872-901هـ"، ثم ابنه الناصر أبو السعادات "901-904هـ". [2] المعرف أن الحجوم بمكة، أما مر الظهران فهي تبعد عن مكة لأنها بالمكان الذي يقال له الآن: "وادي فاطمة". [3] قد سبق التعريف بينبع.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 360