responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 303
الحجاز- وتولى بعده عنان بن مغامس بن رميثة إمرة مكة، وقصدها في جماعته، ومعه أمير الحج المارديني؛ فحاربهم من كان بمكة من ذوي عجلان زمنا يسيرا، ثم انهزموا، واستولى عنان ومن معه على مكة[1].
ومنها: أنه في سنة سبع وتسعين وسبعمائة كان بمكة قتل ونهب في الحجاج في يوم التروية، وفي ليلة عرفة بطريق عرفة، وسبب هذه الفتنة: أن بعض القواد اختطف شيئا في المسجد الحرام، واحتمى ببعض أصحابه؛ فجرى بينهم وبين الحجاج مقاولة بالمسجد الحرام أفضت إلى مقاتلته، فشهرت السيوف بالمسجد الحرام وصارت الفتنة به وفي خارج المسجد، ونهبت الأموال، وجاء أمير الحج الحلبي المعروف بابن الزين غائرا من الأبطح في خيل ورجل، فلقيه بعض القواد بأسفل مكة إلى جهة الشبيكة، وجرى بين الفريقين قتال كان الظفر فيه للقواد، وطمح الحرامية في الحجاج، فنهبوهم نهبا ذريعا في خروجهم إلى منى، وفي ليلة عرفة بالموضع المعروف بالمضيق بين عرفة ومزدلفة وقتلوهم، وتعدى النهب إلى أهل مكة واليمن، وحج الناس خائفين، ورحل الحجاج أجمع في يوم النفر الأول، وكان في هذه السنة قدم مع الحجاج الشاميين محمل من حلب، ولم يعهد مثل ذلك فيما علمت إلا في سنة سبع وثمانين وسبعمائة[2]، والله أعلم.
وفيها حج العراقي عند انقطاعه مدة، وكان قدومه يوم الصعود، وكان حاجا قليلا جدا، يقال: إنه كان فيه خمسمائة جمل[2].
ومنها: أنه في سنة ثمانمائة حج لصاحب اليمن الملك الأشرف مع طواشي من جهته وفي خدمته الشريف محمد بن عجلان، وحج معه جماعة من أعيان التجار والفقهاء المكيين وغيرهم، وحصل للحجاج الذين كانوا مع المحمل اليمني عطش بقرب مكة، مات فيه جماعة منهم -رحمهم الله تعالى- ووقف بعرفة مع المحامل، وكانت الوقفة يوم الجمعة[3].
ومنها: أنه في سنة ثلاث وثمانمائة لم يحج من الشام أحد على الطريق المعتادة، وسبب ذلك أن تيمورلنك قصد البلاد الشامية في هذه السنة واستولى عليها وأخربها؛ وكان ما حصل من الخراب بدمشق أكثر من غيرها من البلاد الشامية بسبب إحراق التترية لها لما استولوا عليها، بعد أن فارقها الملك الناصر فرج،

[1] السلوك 3/ 2: 545، نزهة النفوس 1/ 132، بدائع الزهور 1/ 2: 370، العقد الثمين 3/ 53.
[2] إتحاف الورى 3/ 395.
[3] إتحاف الورى 3/ 408.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست