نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 28
من أهدى البدن إلى البيت، أو في زمانه، وقال: وهو أول من وضع الركن للناس بعد هلاكه حين غرق البيت وانهدم زمن نوح -عليه الصلاة والسلام- فكان أول من سلط عليه الناس في زمانه فوضعه في زاوية البيت للناس.
وبعض الناس تقول: إنما هلك بعد إبراهيم وإسماعيل -عليهم الصلاة والسلام- ولم تبرح العرب تعظم إلياس بن مضر تعظيم أهل الحكمة، كتعظيم لقمان وأشباهه.
ويقال: قال نبي إلا وقد علم ممن هو أو من أي أمة هو، وفيه قال الله عز وجل: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِين} [الصافات: 123] .
وقال الفاكهي: وحدثني عبد الملك بن محمد عن زياد بن عبد الله قال: قال ابن إسحاق: يقال: إن أول نبي كان بين ولد إسماعيل الحارث، كان بين سعد العشيرة وبين معد، ويقال: كانوا يسمعون أن دعوة إبراهيم من ولد إسماعيل في معد بن عدنان لسعد، العشيرة، وهم أخرجوا معدا من اليمن إلى أرض نجد؛ إلا أنه كنانة أقامت بها الحرم؛ وإنما اكتتبوا على المياه، فقال عامر بن الظرب العدواني[1] في حرب معد:
وسعد العشيرة، يذكر قرابتهم وفضل معد فيهم وينتمي إلى عوف ابن البيت، ويحضهم على صلة معد؛ حيث يقول:
أبونا مالك ولصلب زيد ... معد ابنه خير البنينا
بنينا سأملك سواحر بنوه ... آمنون به سكونا
أتى بهم من ذوي شمران ... أنسابها أحد السنينا
في هذا ترحلت عنها معدا ... وكيف تصادف الدار الدفينا
فيا عوف بن نبت بالعوف ... وهل هوف لتصبح من عوونا
فلا تعصموا معدًا إن فيها ... بلاد الله والبيت المكينا
وشمران من اليمن[2] ... انتهى.
وسعد العشيرة المذكورة في هذا الخبر من مذحج؛ وإنما قيل له: سعد العشيرة لأنه كان يركب -فيما قيل- في ثلاثمائة من ولده وولد ولده؛ فإذا قيل له: من هؤلاء؟ قال: عشيرتي مخافة العين عليهم، ذكر ذلك الحازمي وقال: المذحجي منسوب إلى مذحج، واسمه: مالك بن أدد بن يزيد بن يشجب بن كريب بن يزيد بن كهلان، سمي به؛ لأنه ولد على أكمة حمراء باليمن قال لها: مذحج. وقيل غير ذلك ... انتهى. [1] حكيم جاهلي مشهور، كان سيدا في قومه، ويعد من المعمرين، ومن الخطباء والحكماء في الجاهلية. [2] أخبار مكة للفاكهي 5/ 136.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 28