responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 21
يحتمل أن يكون تأويل في قحطان ما قاله غيره، ويحتمل أن يكون نسبهم إلى ماء السماء على زعمهم؛ فإنهم ينسبون إليه كما تنسب كثير من قبائل العرب إلى حاضنتهم وإلى رابهم -أي زوج أمهم- كما سيأتي بيانه في باب قضاعة، إنم شاء الله[1], ... انتهى.
وذكر ابن الأثير في "كامله" شيئا من خبر هاجر؛ لأنه قال في ولاده إسماعيل: فلما كبر إسماعيل وإسحاق -عليهما السلام- اختصما، فغضبت سارة على هاجر، فأخرجتهما، ثم أعادتهما، فغارت منها فأخرجتها، وحلفت فتقطعن منها بضعة، فتركت أنفها وأذنها لئلا تشينها، ثم خفضتها، فمن ثم خفض النساء.
وقيل: كان إسماعيل -عليه السلام- صغيرا؛ وإنما أخرجتها سارة غيره منها، وهو الصحيح -إن شاء الله- وقالت سارة: لا تساكنيني في البلد[2] ... انتهى.
وقال النووي في "التهذيب" في ترجمته إبراهيم: وفي "التاريخ" -أيضا- يعني "تاريخ ابن عساكر" في ترجمة هاجر، قال: هاجر ويقال آجر بالمد، القبطية، ويقال الجرهمية، أم إسماعيل، كانت للجبار الذي يسكن عين الجر[3] بقرب بعلبك؛ فوهبها لسارة، فوهبتها لإبراهيم -عليهم السلام- وأنها توفيت ولإسماعيل عشرون سنة، ولها تسعون سنة، فدفنها إسماعيل في الحجر[4] ... انتهى.
وما ذكره النووي من أن هاجر جرهمية -على ما قيل- لعله باعتبار ملائمتها لهم في السكني بمكة، ولا يصح أن يكون باعتبار نسبها إليهم، لكونها قبيطة. وما ذكره هو والسهيلي من كونها ماتت وسن ابنها إسماعيل عشرون سنة، فروي في بعض الأخبار ما يقتضي خلاف ذلك، وفي الأخبار الواردة في بعض هذا المعنى أن أباه أمر بذبحه بمزدلفة حين حج، وكان حجة بعد بنائه للبيت، وبناؤه للبيت، وإسماعيل -عليه السلام- ابن ثلاثين سنة على ما قيل، وهذا وإن لم يصح؛ ففيما ذكراه نظر من وجه آخر، وهو أن الأزرقي روى عن ابن إسحاق: أن إبراهيم -عليه السلام- لما أمر البيت، أقبل من أرمينية على البراق حتى انتهى إلى مكة، وبها إسماعيل -عليه السلام- وهو يومئذ ابن عشرين سنة، وقد توفيت أمه قبل ذلك[5] ... انتهى.
وهذا يقتضي أن أمه توفيت وسن إسماعيل دون عشرين سنة؛ لأنها ماتت قبل قدوم إبراهيم -عليه السلام- وقدم إبراهيم وإسماعيل ابن عشرين سنة.

[1] الروض الأنف 1/ 18.
[2] الكامل لابن الأثير 1/ 102، 103.
3 "عين الجر: موضع معروف بين بعلبك ودمشق، وهي بلدة "عنجرة" الحالية في إقليم البقاع بلبنان، كانت منتجعا ومستجما لخلفاء بني أمية.
[4] تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1: 101، 102.
[5] أخبار مكة للأزرقي 1/ 64.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست