نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 74
ذكر علامات الحرم:
للحرم علامات بينة، وهي أنصاب مبنية في جميع جوانبه خلا حده[1] من جهة جدة، وجهة الجعرانة[2] فإنه ليس فيهما أنصاب.
وأول من نصب ذلك الخليل -عليه السلام- بدلالة جبريل عليه السلام له، ثم قصي بن كلاب. وقيل: نصبها إسماعيل -عليه السلام- بعد أبيه الخليل، ثم قصي، وهذا يروي عن ابن عباس، ذكره عنه الفاكهي، وغيره[3].
وقيل: إن عدنان بن أدّ أول من وضع أنصاب الحرم حين خاف أن يدرس الحرم، ذكره الزبير بن بكار.
ونصبتها قريش بعد أن نزعوها، والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل هجرته، ونصبها النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان ثم معاوية- رضي الله عنهم- ثم عبد الملك بن مروان، ثم المهدي العباسي، ثم أمر الراضي العباسي بعمارة العلمين الكبيرين اللذين بالتنعيم في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة[4]، واسمه عليها مكتوب، ثم أمر المظفر صاحب إربل بعمارة العلمين اللذين هما حد الحرم من جهة عرفة في سنة ست وعشرين وستمائة، ثم الملك المظفر صاحب اليمن في سنة ثلاث وثمانين وستمائة[5].
ولم يذكر الأزرقي القول بتنصيب إسماعيل -عليه السلام- لأنصاب الحرم، ولا نصب عدنان، ولا نصب المهدي لها، ولا تاريخ السنة التي أمر فيها عمر وعثمان -رضي الله عنهما- بنصب ذلك، وكان أمر عمر عثمان بنصب ذلك في سنة سبع عشرة من الهجرة، وأمر عثمان -رضي الله عنه- بذلك في سنة ست وعشرين، على ما ذكره ابن الأثير فيهما[6].
وقال الأزرقي فيما رويناه بالسند المتقدم: أنصاب الحرم على رأس الثنية: ما كان في وجهها من هذا الشق، فهو حرم، وما كان في ظهرها فهو حل. [1] حده: منزل بين جدة ومكة من أرض تهامة في وسط الطريق، وهو واد فيه حصن نخل، وماء جار من عين، وهو موضع تنزه طيب، والقدماء يسمونه حداد، بالمد. "معجم البلدان 2/ 229". [2] الجعرانة: بكسر أوله، وهي ماء الطائف ومكة، وهي إلى مكة أقرب، نزلها النبي صلى الله عليه وسلم لما قسم غنائم هوازن عند مرجعه من غزوة حنين، وأحرم منها، وله فيها مسجد ... "معجم البلدان 2/ 142، 143". [3] أخبار مكة للفاكهي 2/ 273، بإسناد ضعيف، وانظر الإصابة 1/ 44، والقرى "ص: 652"، والاستيعاب 1/ 80. [4] أخبار مكة للفاكهي 2/ 275. [5] إتحاف الورى 3/ 117. [6] الكامل لابن الأثير 2/ 537، 3/ 87.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 74