نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 472
وما ذكره المسعودي في نسب ملوك جرهم مخالف لما ذكره السهيلي في ذلك، وكلام المسعودي أيضا مختلف، لأنه أعنى المسعودي ذكر أن جرهما لما ساروا نحو مكة كان عليهم الحارث بن مضاض بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن ظالم بن هني[1] بن نبت بن جرهم[2].
وقال أيضا: ووجدت في وجه آخر من الروايات أن أول ملك من ملوك جرهم بمكة مضاض بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن هني بن نبت بن جرهم[3].
وقال السهيلي: وكان الحارث بن مضاض بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن هني[4] بن نبت بن جرهم قد نزل قنونا[5] من أرض الحجاز[6]، وذكر قضية يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى، ووقعت المخالفة في كلام المسعودي في "هني" بالهاء والنون، وفي "منى" بالميم، وفي زيادة "ظالم" بين الرقب" وبين "مي" وفي إسقاط ظالم، ووقعت المخالفة بين المسعودي والسهيلي في زيادة "ظالم"، وفي "هني" هل هو "هني" بالنون كما ذكر المسعودي، أو هي بلا نون كما ذكر السهيلي، أو هي بالميم كما ذكر المسعودي، إلا أن يكون ذلك غلطا من ناسخ أحد الكتابين فتنتفي المعارضة، والله أعلم.
وذكر الشيخ فتح بن موسى بن حماد الأندلسي[7] في كتاب له نظم فيه السيرة لابن إسحاق خبرا طويلا، فيه ما يخالف ما ذكره المسعودي والسهيلي في نسب ملوك جرهم، وفيه ما يخالف ما ذكره ابن إسحاق في سبب تسمية قعيقعان وأجياد وفاضح والمطابخ وغير ذلك، فاقتضى ذلك ذكره لإفادة ذلك وغيره من الفوائد، وهو أن إلياس بن مضر قال: سألت عمي إياد بن نزار عن أصل ماله وكان متمولا فذكر أنه مرت عليه سنون، لم يبق له سوى عشرة أبعرة، يعود بكراها على أهله، وذكر أنه كان أكبر إخوته، ثم قال: فخرج إياد إلى الشام بجماله فلم يجد من يكتري منه، فسمع صوتا كالرعد ينادي: من يحملني إلى الحرم وله وقر جمل درا وياقوتا وعقيانا، ولا يجيبه أحد، فتتبع الصوت، إلى أن وجد رجلا أعمى كالنخلة السحوق، ولحيته تناطح ركبتيه، فراعه ذلك وقال: عندي يا شيخ حاجتك. قال: ادن مني، فدنا منه. فقال: أنت إياد بن نزار؟ فقال: نعم! فمن عرفك باسمي؟ قال: علمه عندي عن جدي أن إياد بن نزار يرد الحارث بن مضاض [1] عند المسعودي: "هيني" وفي نسخة "هي". [2] مروج الذهب 2/ 47. [3] مروج الذهب 2/ 51. [4] في الروض: "هي". [5] في الروض: "بقنوني" وهي القنقدة. [6] الروض الأنف 1/ 138. [7] فقيه عالم بالأدب والحكمة والمنطق، ولد بالجزيرة الخضراء سنة 588هـ. وتوفي بها سنة 663هـ وتولى القضاء بأسيوط بمصر، ومن كتبه "نظم المفضل للزمخشري" و"نظم الإشارات لابن سينا". انظر: الأعلام ص: 766.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 472